في قضية “انقلاب 89”.. ضابط بالتقاعد يكشف تفاصيل اعتقاله
الخرطوم- محمد موسى 19 أكتوبر 2022
كشف نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق للعمليات بالجيش الفريق عبد الرحمن سعيد، أمس، بالمحكمة عن تفاصيل اعتقاله فجر ليلة انقلاب 89م، من منزله بواسطة الطيب محمد خير وضباط آخرين والتنقل به داخل عربة بوكس دبل كاب بمقرات عسكرية ما بين الخرطوم وبحري وأم درمان .
ويواجه الرئيس المعزول عمر البشير، و(27) من قيادات ورموز النظام السابق الاتهام بتدبير انقلاب 30 يونيو 1989م .
وأفاد شاهد الاتهام الاول الفريق سعيد، عند مثوله أمام هيئة المحكمة بأنه ووقت انقلاب الإنقاذ كان ضابطاً بالقوات المسلحة برتبة الفريق ويشغل منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش للعمليات، منوها الي انه كان يباشر عمله بمكتبه حتى الثالثة والنصف عصراً ومن ذهب إلى منزله وكان يتابع عبر الإذاعة جلسة مناقشة الميزانية العامة بمجلس الشعب حتى ختامها منتصف الليل، منبِّهاً إلى أنه ووقتها ذهب إلى فراشه ليتفاجأ بطرق شديد علي باب منزله، حينها هم ابنه لفتح الباب ووجد ضباط من بينهم الطيب السيخة، منوِّهاً إلى أنه وعلى الفور خرج إليهم ووضعهم في وضع الاستعداد العسكري شاهرين الأسلحة في وجهه، كاشفاً بأنه ووقتها خاطبه المتهم الطيب سيخة قائلاً: (نحن الضباط الأحرار قررنا الاستيلاء على السلطة)، موضحاً بأنه وفي المقابل استفسر سيخة بماذا يريدون منه حينها إجابة بأنهم يرغبون بأن يرافقهم للقيادة العامة – إلا أنه رفض ذلك حتى دارت مشادات كلامية بينهم خرجت على إثرها زوجته وطلبت منه مرافقتهم، مشيراً إلى أنه ووقتها استجاب لزوجته وطلب منهم السماح بارتداء ملابسه – إلا أن الضباط رفضوا ذلك وطلبوا منه أن يرافقهم بما يرتديه حينها (عراقي وسروال)، مشدِّداً على أن زوجته ووقتها تداركت الأمر وأسرعت إلى المنزل وأحضرت له جلباب ومركوب وعمامة ومن ثم انطلق برفقتهم، مشيراً إلى أنه ووقتها تم إجلاسه داخل العربة البوكس في مقاعدها الخلفية متوسطاً ضابطين، بينما كان يقود المتهم الطيب العربة وبجواره ضابط آخر بالمقعد الأمامي، منبِّهاً إلى أنه ووقت انطلاقهم بالعربة لاحظ وجود عربة أخرى كانت تقف على بعد (10 إلى 15 متراً ) من منزله تحركت خلفهم مباشرة .
اعتقال وتنقلات
وأوضح الفريق عبدالرحمن، بأنه وبعد انطلاق العربة التي كانت تقوده توجهت صوب بوابة السلاح الطبي بأم درمان ومنها تم نقله شمال قصر الشباب والأطفال حتى وصلت البوابة الغربية لسلاح المهندسين، منوِّهاً إلى أنه ووقتها كان يوجد شاويش مخابرات طلب منه الطيب محمد خير فتح الباب – إلا أنه رفض ذلك، موضحاً بأنه ووقتها طلب من الشاويش فتح الباب قائلاً له: (افتح الباب الناس ديل بضربوك)، مبيِّناً للمحكمة ووقتها حضر ضابط شيوعي المرحوم التيجانى أحمد بابكر، وبرفقته طبيب من السلاح الطبي، منبِّهاً إلى أنه وفي تلك الأثناء أطلق عيار ناري مما جعل الطيب سيخة للعربة التي كان بداخلها للوراء واتجه به إلى منطقة (خلوية) غرب أم درمان، مشيراً إلى أن الضباط بعدها حاولوا إجراء اتصالات إلا أنها فشلت لعدم وجود شبكة، موضحاً بأنه ووقتها قام الضباط بحرق عدد من المستندات الورقية إلا أنه لم يفصح عنها للمحكمة، موضحاً بأن المتهم والضابط الآخرين قاموا كذلك حينها بإبدال اللوحات المروية للعربة التي كان بداخلها ومن ثم عادوا به إلى منطقة السلاح الجوي غرب سلاح المهندسين ومن ثم نقله إلى قصر الشباب والأطفال وقابل المتهم السابع الطيب محمد الخنجر، ومن ثم نقله مرة أخرى لسلاح الإشارة ببحرى والتقى فيها بعدد من المعتقلين السياسين أبرزهم (الترابي، أحمد عبد الرحمن، سيد أحمد الحسين).
البشير وعبد الرحيم ورامبو
وأفصح الشاهد للمحكمة بأنه وبعد ذلك تم نقله إلى منزل الرئيس المعزول عمر البشير المعروف ببيت الضيافة بالقيادة العامة ووجد فيها عدداً من المعتقلين على رأسهم القائد العام للقوات المسلحة وقتها الفريق فتحي، ورئيس هيئة الأركان مهدي بابو نمر، والفريق تاور السنوسي، والعقيد عصام محمد طه، وضابط آخر بالمدرعات برتبة مقدم لا يذكر اسمه، مشيراً إلى أنه وبعد مرور يومين بالحبس أحضر إليهم الفريق الفريق المرحوم محمد زين العابدين، موضحاً بأنه وفي تلك الأثناء التقى بالضابط تاج السر العطا الذي لم يكن له أي علاقة بالانقلاب وإنما كان يقوم بنقل رسائلهم إلى ذويهم والعكس، وأبان شاهد الاتهام الأول الفريق سعيد، للمحكمة بأنه وأثناء اعتقاله ببيت الضيافة حضر إليه المتهم الثالث الرئيس المعزول عمر البشير والمتهم الثاني والعشرين عبدالرحيم محمد حسين، وقالا له (أنت عارف الحاصل شنو وقررنا نستولى على السلطة لأنو براكم عارفين الحالة وجبناكم هنا لكي نحفظكم)، فضلاً عن كشفه للمحكمة عن تردد المتهم الأول الرائد وقتها بالجيش يوسف عبد الفتاح (رامبو) عليهم بالاعتقال دون استفسارهم أو التحدث معهم، وأكد الفريق سعيد، للمحكمة بأنهم مكثوا في الاعتقال أسبوعين وأطلق سراحهم دون سؤال أو إجابة، مشيراً إلى أنه وطيلة الاعتقال لم يحدث له أي شئ، منبِّهاً إلى أنه وبعد ذلك صدر قرار بإحالته للتقاعد عن الجيش.