الغالي شقيفات يكتب : التّسوية السياسيّة
18 أكتوبر 2022م
بعد شد وجذب، تلوح في الأفق ملامح تسوية سياسية في البلاد، حيث طرحت قوى الحرية والتغيير، رؤيتها ومشروعها للتسوية والحل، وأهم ما جاء فيه، إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو وتفكيك مفاصله واسترداد الأموال المنهوبة ومراجعة القرارات الارتدادية عقب 25 أكتوبر والعمل الجاد لدعم وتطوير العملية واستكمال نواقصها وتحديث مناهج عملها، وتنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان ومراجعته بالتوافق مع أطرافه واستكمال السلام مع كافة الحركات المسلحة، والتركيز على السلام الاجتماعي بما يعزز التماسك والتعايش السلمي ويؤسس للسلام الشامل بمشاركة كل أهل السودان.
وبرأيي، إنّ لجنة إزالة التمكين السابقة كانت ضعيفة وهشّة في تعاملها مع فلول النظام البائد الذي أعاد تنظيم صفوفه الآن، كما أن اتفاق جوبا يحتاج لمراجعة، لأنه الآن فقد السند الشعبي والجماهيري بعد أن أصبح يمثل قلة لا تتعدى 5 بالمائة من سكان إقليم دارفور أو كما يقول الدكتور صديق أحمد الغالي، إنه يمثل ثلاث محليات في شمال دارفور، وقد قلت له شمال دارفور بريئة مما تتحدّث به السلام المختطف، وقضية دارفور تصدرها من هم ليسوا أهلا لها.
كما تحدثت الوثيقة أيضاً عن أن إقامة انتخابات حرة وشفافة ونزيهة برقابة دولية بعد إكمال كافة مطلوباتها مع إعطاء أولوية خاصة لجمع السلاح وعودة اللاجئين والنازحين وذلك في نهاية الفترة الانتقالية التي لا تتجاوز 24 شهراً، وهي أمنية لامست شغاف قلوب الشعب السوداني، والانتخابات أمرٌ لا بد منه وإن طال الحلم وحتى يعرف كلٌّ حجمه ومساحته.
أما المجلس التشريعي يجب أن يكون على أساس الجغرافيا، كل محلية أو ولاية تختار مَن يمثلها، أما حكاية الشهداء فهذه عائمة، من هم الشهداء وما المعيار، الذين كانوا في الجنوب شهداء، وفي القيادة العامة شهداء، وأحمد أم جلباغ والذي فرم عناصر من الجيش رقبته في شمال دارفور شهيد، وطلاب الخدمة الوطنية شهداء، وناس بورتسودان شهداء، وأحمد الخير شهيد، والصحفي حسن مانديلا شهيد، فحصر الشهداء في الخرطوم أمرٌ غير مقبول وفي هذه ممكن نتفق مع ناس سلام جوبا.
أيضاً تقول رؤية الحرية والتغيير المطروحة أولت اهتماماً وأولوية للقضية الاقتصادية وفق منهج شامل ومستدام يعالج الأزمة المعيشية وينحاز للفقراء والمُهمّشين ويحقق ولاية المالية على المال العام ويقفل أبواب التجنيب والتهريب ويراجع الشركات الحكومية والنظامية.
وهنا كلمة مُهمّشين للاستهلاك السياسي والمتاجرة، الآن كل الشعب السوداني مُهمّش ومتساوٍ في تدني الخدمات، حتى ولاية الخرطوم أطرافها مُهمّشة، وحول مجلس الدفاع الطرح فيه معقول وأطراف السلام يمثلها الجيش، لأنهم سيذهبون للترتيبات الأمنية، فهم الآن باعتبارهم مليشيات خارج نظم الجيش، فلا يحق لهم المشاركة في مجلس الدفاع قبل تغيير عقيدتهم القتالية القائمة على الجهويات.