الغالي شقيفات يكتب : أزمات شمال دارفور
17 أكتوبر 2022م
تشهد ولاية شمال دارفور، جملةً من الأزمات الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأهم هذه الأزمات، أزمة المرتبات وإضراب الكوادر الصحية وتدهور الخدمة المدنية بالولاية والتي ظلت تشهد سلسلة طويلة من الإضرابات من وقت لآخر مصحوباً بالوقفات الاحتجاجية. وتكونت لجنة عليا للمطالبة بمستحقات العاملين بالولاية ووجدت مطالب العاملين بالولاية تجاوباً مع شارع الولاية الرافض لأداء حكومة الولاية المعينة منذ عهد الوالي محمد الحسن عربي وواليها نمر عبد الرحمن المفروض على مواطني الولاية باتفاقية جوبا التي تتآكل يوماً بعد آخر وفاقدة للسند الشعبي والرصيد الجماهيري.
ونشر ناشطون صوراً مزرية لحال مستشفى الفاشر التعليمي العريقة، حيث أصابها التدهور وأصبحت كأنها مكب للنفايات، والسلطات الصحية لم تُحرِّك ساكناً وكأنما ليس هنالك مسؤولٌ في الولاية، ولا أدري ما هو دور وزير الصحة وفي ظل كل هذه الازمات، الآن تعالت الأصوات بإقالة الوالي نمر العاجز عن إدارة الولاية ومعالجة أزماتها المستفحلة والمتصاعدة، ونتيجة لأداء الوالي ابتعد المواطنون عن دعم موقعي جوبا والتجربة خير شاهد على الفشل وتعليق شمّاعته على المركز، وللأسف الشديد وزير المالية ووزير الطرق والجسور من ذات الولاية ولم يقدما شيئاً للذين حملوا من أجلهم السلاح، وقد حان موعد رحليهما ولم يجد مُواطنهما شيئاً يخلّدهما به أو يذكرهما به يوماً ما، ثلاث سنوات زيرو خدمات وزيرو إنتاج، والٍ عاجز حتى عن تشكيل حكومته، وهنالك حجة واهية متداولة في شمال دارفور أن الوالي يخشى مكوناً اجتماعياً، ولذلك عاجز عن التغيير، وهذا في حد ذاته ضعف، وطالما الوالي الآن بالتعيين، على الجهات المعنية أن تقوم بتعيين والٍ من المكونات الاجتماعية الصغيرة بالولاية، يعني لا والي عربي ولا زغاوي ولا فوراي ولا برتاوي، هنالك قبائل صغيرة بالولاية يُعيّن منها الوالي برقو، هوسا، أولاد مانا، دروك، برنو، مراريت، دادنقا، كنيين …الخ.
والتفلتات الأمنية مستمرة منذ قدوم الوالي، لا يمر أسبوعٌ وإلا تسمع مقتل راعٍ أو مزارع، خاصةً في محلية طويلة التي ينحدر منها والي الولاية والسرقات حتى داخل مدينة الفاشر لم يسلم منها حتى كبار ضباط الحركات، وحادثة العم مانيس نموذجاً، ومقتل نازح في معسكر زمزم، أصبح من الأخبار شبه اليومية، والمزارعون والرعاة إن سألتهم يقولون أفضل لنا نشتكي للواء جدو أبنشوك بدل نمشي نشتكي للوالي، يعني أفضل العدم، وحتى القوات التي ترافق الوالي ينظر لها كمليشيات وليست لها صفة قانونية للتدخل في حل أي نزاع، ودائماً مُتّهمة بأنّها غير مُحايدة ولا تزال ترفع أعلام حركاتها ولا ترفع عَلم السودان، فإذن هي مُصنّفة مسبقاً!
المطلوب من أمين الحكومة ووالي الولاية معالجة أزمة المرتبات والزيادات للكوادر الصحية والمعلمين، والحل عندكم وليس عند المركز، كما أنّ الدكتور ادريس المدير العام لوزارة الصحة أن يعي ان المعالجات العقابية لن تجدي نفعاً ونقل النشطاء المطالبين بحقوقهم ليس حلاً، وعلى السيد محمد موسى مدير المالية والمُصنّف من كوادر النظام البائد يجب أن لا يكون همّكم الأول الجبايات والتحصيل والصرف السياسي، للولاية أولويات ومنها الفصل الأول وما تناولناه فقط رؤوس موضوعات لأزمات الولاية المتعددة مع كامل التضامن مع العاملين بولاية شمال دارفور وإنصاف الكوادر الصحية المظلومة.