الخرطوم: رشا التوم 17 أكتوبر 2022م
كشف وزير الزراعة والغابات د. أبو بكر عمر البشرى عن خلل في الأمن الغذائي، مؤكداً زراعة (75) مليون فدان، في الموسم الصيفي الحالي في ظل وجود بشريات من الولايات بإنتاجية عالية.
وقال في احتفالية الوزارة باليوم العالمي للغذاء أمس، إن نجاح الموسم يرجع إلى جهد مقدر من قبل الزراعين، مشيراً إلى عملهم وحرصهم لرفع إنتاجية
الفدان هذا العام المتدنية عالمياً دون النظر إلى المساحة تفادياً لهدر الموارد بمساحات شاسعة لا تعود للبلاد بالانتاجية المطلوبة،
ولفت إلى تأكيدات الوزارة لمديري الإنتاج بالولايات على وجود حزمة تعمل على رفع الإنتاج في حال استخدامها متمثلة في البذور المحسَّنة حيث سعت الوزارة لتوفيرها، وزاد: “لا أريد أن أحدثكم عن نجاح الموسم لأدع السنابل تحدثكم عن ذلك”.
وذكر البشرى أن العالم يمر بعدة كوارث أهمها الحرب الروسية الأوكرانية اللتان تنتجان (40٪) من الحبوب و(30٪) من زيوت الطعام وكمية مقدَّرة من الأسمدة، بجانب تغيرات المناخ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وأشار إلى أن البلاد أكثر حظاً عن بقية الدول حيث لم يتعرَّض السودان للجفاف وإنما الفيضانات والتي شكلت مخاطر بدورها، وأضاف: “نعمنا بأمطار كافية جيدة التوزيع وهذا الأمر المهم”،
وأوضح أن السودان يتمتع بإمكانيات كبيرة تتمثل في وجود (175) مليون فدان، من الأراضي الصالحة للزراعة بجانب نهر النيل العظيم و(5) أنهر فرعية وموسمية َحوض النوبة المائي المهول بكميات كبيرة من المياه الجوفية بجانب تربة خصبة مسطحة وتعدد مناخي من الشمال للجنوب يسمح بزراعة أنواع متعدِّدة من المحاصيل والخضر والفاكهة والأشجار الغابية، وقال إن السودان ما زال تحت مظلة العقوبات الأمريكية التي حجبت عنه أموال يستحقها لجهة أنه عضو في الأمم المتحدة والاتحادات الإقليمية،
وأعلن عن طرح مبادرة زراعة مليون فدان قمح، حيث يحتاج زراعة الفدان (250) إلى (300) دولار، مناشداً جميع المنظمات والمناحين أن يعطى السودان من الدعم ما يستحق كأعضاء، مطالباً إياهم بأن أي عقويات فرضت على أي الحكومات لم تكن ذات أثر على الحكومة ولكن بسبب العقوبات يموت الآلاف من الأطفال بسوء التغذية في ظل الحديث عن حق الطفل وغيره يصم الأذان، وتابع: “هذه العقوبات نجحت تماماً في قتل الأطفال”، وقال: إن الحروب وعدم الاستقرار بالبلاد لها أثر كبير في تحويل المواطن، أما إلى لاجئ أو نازح حيث يظل سجناء بالمعسكرات يتحولون من منتجين إلى مستهلكين، واصفاً ذلك بالمصيبة الكبيرة،وشدد على أهمية إنهاء هذه المعسكرات وأن يتجه من فيها إلى زراعتهم وإنتاجهم.
وأكد أن قضية الغذاء مهمة تحتاج من الجميع الالتزام وتحمل المسؤولية،
وامتدح وقوف منظمة الإيفاد مع البلاد وتدخلهم في (11) ولاية وألف قرية الأمر ليس بالهيِّن، ومن جهته قال وزير الصحة هيثم محمد، إنهم في غاية الحزن بالاحتفال باليوم العالمي للغذاء جراء الإحصائيات والمعلومات المعلنة خاصة وضع الأطفال والأمهات في التغذية، وكشف عن سعيهم لتغيير الوضع الحالي للأفضل فيما يختص تغذية الأطفال وطلاب المدارس والأمهات،
وأضاف أن الإحصائيات الموجودة بالوزارة محزنة جداً على سوء التغذية الحادة تكاد تتجاوز (30٪) ببعض الولايات، جازماً بأن نسبة الوفيات بين الأطفال والأمهات من فقر الدم وفقدان المغذيات الأساسية تحتاج للتدخلات كبيرة،وأضاف أن الوضع التغذوي بالبلاد يحتاج إلى تغيير التعاطي الخاص بالإنسان مع الاحتياجات الموجودة ليصبح منتجاً ومتوفراً، داعياً وزارة الثقافة والإعلام لأن يكونا شركاء أصليين لتصل عبرهما الرسالة إلى الأمهات والأطفال للاستفادة من الغذاء البسيط الموجود لتقليل من الأعداد المتزايدة والكبيرة جداً في سوء التغذية، واعتبر الاحتفال باليوم العالمي للغذاء لفت نظر لجميع المنظمات والوزارات للعمل بجدية، وتابع: لفت نظر الدولة مهم بجميع مستويات القائمين عليها وتخصيص موارد للزراعة والثروة الحيوانية لغذاء الإنسان لإعداد تغيير نمطي لغذاء الإنسان السوداني والاهتمام بالجانب التغذوي حتى يقي نفسه من الأمراض وحالات سوء التغذية.
وقال مدير عام وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري ولاية الخرطوم، سر الختم فضل المولى، إن مؤشرات الأمن الغذائي، والتحليل الذي صدر في يوليو من العام ٢٠٢٠ تشوبه كثير من النواقص، عازياً ذلك لتفشي جائحة “كورونا” والاضطربات السياسية الأمر الذي أقعد بالأمن الغذائي، وبرأ ساحة الوزارة من مسؤولية غلاء أسعار السلع بالسوق، وقال إن مسؤوليتهم زيادة الإنتاج والإنتاحية ولكنهم غير معنيون بتحديد الأسعار،
وفي ذات السياق لفت السر إلى أن الأمن الغذائي في ولاية الخرطوم يتعرَّض لتهديدات عديدة أهمها ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، وكشف عن وضع خطة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى وجود (8) مشاريع بالعاصمة لمد أسواقها بالسلع الأساسية مثل الألبان وبيض المائدة والخضر والفاكهة، لكنها تتطلب توفير الري وصيانة الطلمبات، لاسيما وأن الخرطوم بها ثلث سكان السودان الأمر الذي يتطلب توفير الغذاء، فضلاً عن وجود عدد من المشروعات التي تدعم الأسر الفقيرة لرفع قدراتها الإنتاجية والتكيف مع المناخ بالمجتمعات الريفية لمكافحة الفقر.
وأشارت المدير القطري للصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد رشا عمر، إلى
أن السودان دخل في الموسم الزراعي عند بدايته يعاني من فجوة غذائية بنحو (30٪) لجهة أن إنتاجية الذرة في العام الماضي كانت أقل بفعل الجفاف بجانب الاضطرابات تأتي حدثت بالأسواق من جراء جائحة “كورونا” والزيادة الكبيرة في الأسعار بجانب زيادة التضخم والوضع الإقتصادي بالبلاد، مما ضاعف تكلفة الإنتاج من (2) إلى (3) مرات، مقارنة بالعام الماضي، وأوضحت أن دورهم مساعدة وزراتي الزراعة والحيوانية في تقديم الخدمات وصياغة الاستراتيجيات التي تمكن المرازعين خاصة صغارهم إلى النهوض بمعيشتهم والقطاع الخاص بهم، وأكدت أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية قدم التمويل اللازم لوزارتي الزراعة والثروة الحيوانية للعمل في ألف قرية في (11) ولاية لتوفير خدمات المياه وتأهيل الحفائر.