مروة علي: في انتظار قطار الساعة 00:00
مروة علي: في انتظار قطار الساعة 00:00
لا أستطيع يا عزيزي أن أهزم الوقت، أن أمنح نفسي تفسيراً واحداً لما يحدث لي، أن املأ فراغاً بحجم الكون، أن أخدع أطفالنا أكثر، لا أستطيع تعبئة حقائبهم بالأمل في كل مرةٍ نخرج إلى المحطة..
غادرتنا وفي جُعبتك شوقٌ أكبر من البحر، أكثر من عدد الرمل، أحرّ من الجمر، وأقوى من سيلٍ جارف، وثابتاً مثل جبلٍ شامخ، كل هذا لم يكن كافياً لتعود؟..
كرهتُ كل تلك الوعود. وكان الكلام أسهل من أي شئٍ آخر. وحتى إذا خرج الليل من النهار وخرج النهار من الليل نظل نحن على نفس التوقيت، الوقت هنا لايذهب إلى أي مكان، جامد، صلب، متحجرٌ في مكانه منذ أن غادرت، أمرته أن يذهب إلى فضاءٍ آخر لعله يأتينا بك..
بدأت أمنياتي تتلاشى خلف تلك الوعود، وأحلامي أصبحت خاوية، فارغة، زائفة، أصبحت هباءً منثوراً.
يتجسدني الغياب، الفراغ، الليل البارد، الهدوء، الدموع، الحنين، لم يعد هناك معنىًّ لأي شئ! لم أعد أحتمل حتى الانتظار..