عبد الله مسار يكتب: من أنا
15 اكتوبر 2022م
قيل إن الأحنف بن قيس كان يوماً جالساً يتأمل فجال في خاطره قول الله تعالى (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ…(
فقال علي بالمصحف لالتمس ذكري حتى أعلم من أنا؟!
ومن أشبه؟
ونظر إلى القرآن فوجد فيه قوم قال عنهم عز وجل (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).
ثم وجد آخرين قال عنهم الرحمن (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
ثم قرأ عن آخرين قال الله عنهم (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
ثم وجد آخرين قال عنهم الملك القدوس (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون).
فقال تواضعاً منه (اللهم لست أعرف نفسي من هؤلاء!! ثم أخذ يقرأ في القرآن الكريم.
فمر بقوم قال عنهم رب الناس (إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون).
ومر بقوم يقال لهم (ماسلككم في سَقَر .قالوا لم نَكُ من المصلين. ولم نَكُ نُطعم المسكين).
فقال (اللهم اني أبرأ إليك من هؤلاء).
حتى وقع على قوله تعالى
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم).
فبكى وقال (اللهم انا من هؤلاء)!!!
أيُّها المسلمون أكثروا من التوبة والاستغفار. فإن ربكم غفور رحيم. واعلموا أنّ أهل الجنة إذا دخلوا الجنة ولم يجدوا أصحابهم الذين كانوا معهم على خير في الدنيا
فإنهم يسألون عنهم رب العزة والجلال.
ويقولون (يا رب لنا اخوان كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ولم نرهم)؟؟؟!
فيقول الله جل وعلا لملائكته (اذهبوا إلى النار واخرجوا كل من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان).
قال الحسن البصري رحمه الله (استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة).
واعلم أخي المؤمن أنّ الصديق الوفي هو من يمشي بك إلى الجنة.
قال ابن الجوزي رحمه الله
(ان لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني فقولوا عبدك فلان يذكرنا بك) ثم بكى رحمه الله.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل الجنة، وأن نكون من المُتفقِّدين بعضنا بعضاً في الدخول إلى الجنة.
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك، واجعلنا جميعاً في الصحبة الطيبة في الله.