أطماع الشيوعي الدموية!
لا تلوموا الحزب الشيوعي وهو يُلقِّن الشباب والصبية والأطفال شعار: (ما بنقبل الدية)، فاليمين المُتمثل في الأنصار والختمية والإسلاميين هو الآخر لم يقبل الدية من الشيوعيين في قتلاه خلال سنوات مايو الحمراء. اليمين لم يقبل الدية بل لم يَطلبها ومن باب أولى أنّه لم يُطالب بـ(الدم قصاد الدم) حكماً في مذبحة ود نوباوي ومقتلة الجزيرة أبا ومَجزرة بيت الضيافة ومسحلة سجن كوبر وغيرها الكثير… لكنه سكت عن ذلك واستعاض عنه بالعمل على إسقاط النظام.
*أما اليوم، فالشيوعيون يستغلون حماسة الشباب ويلقِّنونهم: (الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدية.. دم الشهيد بي كم؟! واللاّ السؤال ممنوع؟!) وقد أفصح هذا الشعار عن خيارين لا ثالث لهما واستبعد أحدهما ووضع الآخر وهو (الدم) بين يدي الثوار. وجاءت صياغتة بخفةٍ في الحرف ومرونة، وسلاسةٍ في العبارة وجَزالةٍ، وجَرْسٍ في المُوسيقى خَلَّاب.. ثم أُغلِق الباب أمام أيِّ خيارٍ ثالث فآمن الشباب خليُّ الفؤاد بخيار (الدم) وبذا أصبح الثوار مُستعدين لمزيدٍ من التضحيات كلّما جاءتهم دعوة باسم (دم) شهداء الثورة، وتراجع شعار: (مدنيااااو) لصالح شعار: (الدم) لأنّ شعار (الحكومة المدنية) وحده أصبح غير كَافٍ لتحريك الجماهير وقد بانت علامات المدنية.
*وخوفاً من انتباهة الثُّوّار وتحسُّباً لعصيانهم، قام الشيوعيون الذين يُهيمنون على كابينة القيادة في قِوى الحرية والتغيير (قحت) بحركةٍ ذكيةٍ، وزّعوا من خلالها الأدوار بين (قحت) وتجمُّع المهنيين ليضعوا يداً في السُّلطة بالشراكة مع (العسكري)، ويداً على كتف الثوار تطبطب استرضاءً، وتُحَمِّس تثويراً باسم دم الشهداء الذين لم تستقبل أسرهم مسيرات 30 يونيو ولا أربعينية فض الاعتصام ولم توقد بيوتهم الشموع (على الطريقة الكنسية)، وظلّت أسرهم وأصدقاؤهم ينطوون على كُلْمهم ويكتمون قَرْحَهم ويعضون على جُرحِهم بينما يبعزق القادة المُتاجرون بدماء الشهداء، الدولارات يمنةً ويسرةً ولم ينتبهوا لأُسر الشهداء ولو بالمُواساة والتّعزية إلا بعد أن ازدادت الحاجة للمُتاجرة بدماء أبنائهم وطلب المَزيد منها.
*ولأنّ الشيوعيين لا ينتمون وجدانياً لهذا الشعب المُتديِّن، فهم يسعون للتضليل بالشعارات، ويرفعون عقيرتهم بالهتاف، ويسلكون المسالك الغريبة في حقل التّنافُس السِّياسي. وقد بدأ الحزب الشيوعي التّراجُع عن المشهد بإعلانه مُقاطعة (الانتقالية) ليتفرّغ للتقرُّب من شباب الثورة أملاً في إسقاط المجلس العسكري وبالتالي إحداث الفوضى الأمنية، وهم يُؤمنون بحتمية الدماء لإحداث الصدمة التي تُمكِّنهم من إعادة صياغة المُجتمع أو ربما هُم يحلمون بكسب أصوات الثوار في الانتخابات.
*تطربني عبارة السيد الصادق التي دمغت ظاهر الحزب الشيوعي بباطنه، حيث قال: (الحزب الشيوعي عموماً مَعروفٌ بأنّه يُنافي وجدان الشعب السوداني) وأقول: لذا هو يُمارس التّضليل بتنصُّله عن الاتّفاق المرعي والمشهود من الوسيط الأفريقي (الماركسي) ومُقاطعة (الانتقالية) إمعاناً في الهُرُوب من المسؤولية أمام الثُّوّار والجماهير عامة. و(استشماماً) لرائحة الدم التي تنعشه وذلك بالمَزيد من تحريض الشباب وجعلهم عُرضةً للرصاص مجهول المصدر ومعلومه.