السودان.. تبادل اتهامات بين الضرائب وتجار
الخرطوم _ الصيحة
قال الأمين العام لديوان الضرائب د.محمد علي مصطفى ان الضريبة واجب وطني ومسؤولية إجتماعية ويجب دفعها ولايمكن بناء الدولة إلا عن طريق الضريبة.
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق إلى أن الإحتجاجات الاخيرة بسبب زيادة ضريبة ارباح الاعمال من 15% الى 30% بنسبة زيادة 100%، مبينا أن الزيادة جاءت عبر تشريعات من المجلس التشريعي (السيادي والوزراء) بتاريخ 31 ديسمبر 2019م ولايحق لوزارة المالية أو أي جهة إلغاوها او التراجع عنها وكان يفترض تطبيقها في العام 2020م لكن اتحاد اصحاب العمل طلب تأجيلها بسبب جائحة كورونا، موضحا ان الضريبة الحالية خاصة بتقديرات العام 2021م وضريبة 2022م ستقدر في العام المقبل 2023م، مؤكدا ان التطبيق الحالي هو لضريبة العام 2021م وهي غير كبيرة، مشيرا الى ان ديوان الضرائب ملزم بتنفيذ قرار الزيادة وسيحاسب ان لم ينفذ القرار، نافيا علاقة الزيادة في الضرائب بتطبيق روشتة البنك الدولي التي انتهجها رئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك، وقال ان ضريبة ارباح الاعمال في السودان هي الأقل بين كل دول المنطقة الافريقية وهي الاقل مساهمة في ميزانية الدولة بنسبة 6% فقط والمرتبات تساهم ب 5%، مطالبا الجميع بتقديم ضرائبهم ذاتيا.
وقال ان هنالك اكثر من 25 الف تاجر و 1.470 شركة في ولاية الخرطوم فقط يساهمون بنسبة 6% من الضرائب، مبينا ان الفقراء هم من يدفعون الضرائب في السودان الآن، واضاف ان المحتجين في سنار 200 شخص فقط من جملة 3 الاف من تجار الولاية، مبينا انه تم تخفبض قيمة الإستئناف الى 10% فقط، وقال ان الذين لايريدون الدخول في الإستئناف يتهربون من الواقع اذا مافي ارباح الديوان مابشيل ضريبة من تاجر، مشيرا الى ترتيبات لدخول نظام الفاتورة الالكترونية ومواكبة التطور التكنلوجي في جمع الضرائب، مؤكدا ان ضرائب الولايات تورد لمالية الولاية وليس لوزارة المالية الاتحادية.
وقال مدير الضرائب ان النظرة للضريبة نظرة سالبة موروثة من الاستعمار وان بعض التجار يعتبرون ان الذي يتهرب من الضرائب زول شاطر، مبينا انهم ليسوا ضد التجار وديوان الضرائب مع التجار .
من جانبه قال ممثل الغرفة التجارية بولاية القضارف محمد علي البدوي ان الزيادة في الشريحة الضريبية بلغ 600% في ظل كساد وركود كبير يعيشه السودان، مبينا ان ضريبة ارباح العام 2020م قفزت من 500 الف جنيه الى 3 ملايين جنيه هذا العام، مؤكدا ان الضرائب تتخذ من الارباح وليس من راس المال.
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الازرق إلى ان الاقتصاد السوداني مصاب بكوفيد أخطر من كوفيد الكورونا، مقرا بتضاعف رؤوس الاموال ولكن هنالك ارتفاع تكاليف الانتاج بعد رفع الدعم من كل شئ وتراجع في المنتوج واغلاق عدد كبير من المصانع وكل البضائع الموجودة الآن هي غزو من دول الجوار ، مطالبا بتعديل قانون اخذ الضرائب وعودة دعم السلع.
وأكد أن ارباح التجار لاتكفي التكاليف والمصاريف اليومية، وقال ان العلاقة بالديوان مثل علاقة التاجر مع الزبون ولانريد خسارة بعض ولابد من تخفيض الضريبة .
من جهته قال رئيس غرفة المصدرين بالغرفة التجارية القومية عمر بشير الخليفة ان البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة والحكومة اختارت الطريق الساهل وهو رفع قيمة الضرائب، مشيرا الى وجود اقتصاد خفي الان بعيدا عن اعين ديوان الضرائب ووزارة المالية والبنك المركزي وعيون الحكومة.
وأشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق إلى ان الزيادة في الضرائب ستؤدي الى هروب المنتجين والتجار نحو الاقتصاد الخفي للتهرب منها، موضحا ان أثر الزيادة كارثيا على السودان وموازنة العام المقبل منذ الآن ستشهد تناقص في الإيرادات بسبب هذه الزيادة الرأسية في الضرائب، وقال ان الدولة ذات نفسها لديها نشاط اقتصادي خفي، مبينا ان قانون الضرائب اقر بأخذ الضريبة من الأرباح الفعلية وليس تقدير جزافي، مشيرا الى أن هنالك فظاظة وقسوة في تحصيل الضرائب وأن قانون الضرائب لسنة 1986 واضح ومافيه تقدير ذاتي والضرائب تعطي تقديرات عالية بدون معلومة بغرض الدخول في مساومة مع التجار، مؤكدا ان هنالك تجار اعلنوا افلاسهم بسبب الضرائب العالية.