11 اكتوبر 2022م
الدول التي لا تحفل بالقانون ضائعة..
لتضييعها حقوق أفرادها ما ينسحب على المبادئ…
الدولة التي لا تحترم أحكام القضاء
ليست جديرة بالاحترام…
لأنها تجعل منه مجرد يافطة عامة، مبهمة، باهتة الملامح…
فتغيب الشفافية، ويطغى النافذون
ويضيع الحق فهلوة…
عندما تملك الدولة أسلوب التقويم والتصويب…
يمكن تطبيق القانون بيسر، وتحكم دولة المؤسسات…
ويراعي مبدأ سيادة حكم القانون…
ويفهم ويطبق ويصبح نافذا بقوة…
لأنّ الدولة عبارة عن أسلوب يتيح القدرة على فعل ذلك…
تكفل إنفاذ الأحكام القضائية بسهولة وبلا تلكؤ…
لم تُوضع القوانين عبثاً، إنما لأهداف محددة…
مَن يتجاوز، ويتصرف ضدها سيلقى ثبورا يوماً ما…
سيطبق القانون عليه، جبراً، وفوق مشيئته…
ببلادنا يختلف الأمر المبادئ هذه لا تراعى…
نشهد تطبيق القانون بانتقائية كيفما شاءوا ومتى شاءوا…
عندما تتوفّر الرغبة بالتطبيق يفعلون والعكس صحيح…
تناقض مفضٍ للفوضى واللا مبالاة…
واستهانة مُخزية، مُذلة لمبدأ سيادة حكم القانون…
وركل لمبدأ الفصل بين السلطات…
رفض تنفيذ الحكم ليس بطولة تُكتب في السجلات…
هو ظلم، تحد سافر، سوء طوية تكتب يوماً ما بالدفاتر…
تظل سابقة مهينة وعاراً يلف فاعلها…
إخفاق الدولة بكفالة تنفيذ الأحكام
أمرٌ يُثير التقزُّز…
الدولة تضمن التنفيذ، دولة اللا قانون لا تفعل عمداً…
ضباط الشرطة المفصولون طالهم ظلم من بني جلدتهم…
الحكم الصادر استوفى كافة شرائطه..
استنفد الطعون، بات صالحاً للتنفيذ…
لا عائقٌ يمنعه سوى صلف غريب…
الحكم كأنه هراء، ما أفضى لإعادتهم…
ترى في عيون الضباط ألف سؤال..
هل هم بدولة تحترم أحكام قضائها وتلتزم بأوامره…
طبعاً لا، المثال واضحٌ بحالتنا هذه..
من يسند المدير وهو نفسه الوزير…
من يعضده ليتعنّت، يرفض لحد الآن تنفيذ الحكم…
لماذا يقف حجر عثرة، لا يرف له جفنٌ..
إننا أمام حقيقة واحدة لا ثانٍ لها…
الدولة تكيل بمكيالين، تنفذ القانون بانتقائية…
الحكم متعلقٌ بضباط قدموا أفضل ما عندهم…
فصار جزاءهم جزاء سنمار بامتياز…
ما أسوأه من جزاء، وما أقساه من ظلم، وما أحلكه من ليل…
إحساسنا بالغربة بالوطن يقودنا إلى الموت أثناء الحياة…
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من حكم يتوه بلا هدي…
الوزير أو المدير سيسأل يوماً لماذا رفضت التنفيذ…
لن تزل قدماه حتى تجيب جوارحه عن السبب…
وقتها الظلم ظلمات وما الظلمات إلا مكان واحد لا غير…
وقتها لا ينفع سلطان، ولا سلطة، ولا سطوة…
فيوم يفر المرء من أبيه وصاحبته وبنيه يكون السؤال…
من حرض، ومن شطب، ومن كتب ثم قطع الرزق…
سيلقى ثبورا بل يلقى ثبورا كثيرا…