10 اكتوبر 2022م
وضع الشعب السوداني آمال عراض في أن تضع ثورة ديسمبر المجيدة حداً لمشكلات السودان المستعصية القديمة المتجدِّدة وخاصة التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع التعليم منهجاً وكتاباً وبُنى تحتية ومعلم مؤهَّل ومدرَّب، فكنت قد كتبت في مساحة سابقة عن بخت الرضا وما لحق بها من بؤس وتراجع متعمَّد ومقصود في عهد “القراي” الذي قام بمجزرة هي الأولى من نوعها في تاريخ التعليم في السودان، قد قام بالاستغناء عن عدد من الكفاءات العلمية المختصين بالمركز القومي للبحث التربوي بخت الرضا، كما أنه تجاوز المركز في تنقيح وتعديل المناهج بصورة بشعة وغير مسبوقة، بهذه الأسباب وأسباب أخرى تراجع التعليم بشكل حزين وتسببت بشكل غير مباشر في الانتقاص من هيبة المعلم بعد أن كان اختيار المعلم قديماً يخضع للمعاينات واختبارات صعبة كمقابلة الضابط الإداري والعسكري، وحتى سلوك المعلم وثقافته تكون واحدة من مقاييس الاختيار لمهنة التدريس بالتالي تراجع مستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة ودونك تراجع نسبة النجاح في المساق العلمي والأدبي للشهادة السودانية هذا العام، ولا أخفي سراً أن قلت التراجع لم يستثنى حتى المرحل الابتدائية في جميع ولايات السودان لأسباب كثيرة ومختلفة، وحتى لا تضيع عني الفكرة وسط هذا الفشل والحزن إلا أن هناك بارقة أمل وإشراقات هنا وهناك تظهر بين الفينة والأخرى وإنني أزعم صادقاً أن جهود الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع في دعم هذا القطاع سوف تلعب دوراً لا محاله في وضع أسس قوية لنهضة التعليم في وطننا المنكوب، ولا شك أن مقياس نجاح الحكومة من عدمه يتمثل في استقرار العملية التعليمية والتربوية وتحقيق الأمن ومعاش الناس، من الصعوبة بمكان أن نحصي جهود القائد في دعم التعليم في السودان ابتداءً من تكريم المعلمين الذين شاركوا في أعمال الكنترول وتصحيح الشهادة السودانية للعام ٢٠٢٢م، والعام الذي سبقه والذين عملوا في ظروف غاية في التعقيد ولا أنسى أن أنسى إنشاء المدارس الجديدة في ولايات السودان المختلفة من حيث توفير الكتاب المدرسي والإجلاس وترحيل الطلاب إلى مراكز الامتحانات حتى داخل مناطق النزاع في جبل مرة وجنوب النيل الأزرق، كما أن القائد يعمل جاهداً بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم الاتحادية في إمكانية التوسع وتوزيع التعليم العام والعالي وأن يكون متاحاً للجميع في كل ولايات السودان بما في ذلك الولايات المتأثرة بالحرب والنزوح .
في تقديري جهود القائد حميدتي مقرونة بجهود مؤسسات القطاع العام يجب الإيفاء بالالتزامات الأساسية للعملية التربوية وخاصة حقوق المعلم المادية وحقهم في التدريب والتأهيل المستمر، وكذلك دعم العاملين في قطاع التعليم بشكل عام وإيقاف عملية خصصة التعليم العام والتركيز على جودة التعليم والتغذية المدرسية كواحدة من البرامج التي سوف يرعاها القائد حميدتي في إطار العودة لسياسات التعليم الحكومية المنتجة والتي من شأنها إتاحة فرص أكبر للطلاب الفقراء الذين تشرَّدوا نسبة لتنامي وانتشار التعليم الخاص على حساب الحكومي.
وللحديث بقية،،،
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل