مروة علي تكتب: الشمس تشرق من هنا.. إليكِ ذاتَ صباَح…
وأنتِ لم تكوني هُنا، كَان لابُد أن أضع شيئاً من الترتيب داخلي.. واتخلّص من بَعض الفوضَي الّتي تركْتِها خَلفكِ.. وكَان لا بُد أن أُبقِي النوَافِذ مُغلقَة وهُناك جُثّتي خلّف البَاب، يَفوحُ مِنها عِطرُكِ أو رُبّما مِن ثَوبِكِ المُعلق خَلف البَاب..
إليكِ في ذاتِ الصّباح…
حِين فَتحتُ النَافِذة أرَاكِ تَضعِينَ يَدكِ على تلِكما اللُؤلؤتَين لتحْجِبينَ عنهُما أشِعة الشمس وتَغرقِين أكثر في الفِرَاش. ثُم تَديِرينَ وَجهَكِ عَكس اتجَاه البَاب، تعكِسيِن معَكٓ إاتجَاه الرِّيح، فَيجِيئُ عِطرُكِ من خَلف الباب..
إليكِ حين أمطرت فِي ذاتَ الصَّباح…
فَتحّتُ النَوافِذَ ولَكِن لم يتَسرّب إليَّ مِنها سِوي الصّقِيع، وبعْض السَّمُومْ، ولا أرَى مدَّ بصَرِي غير السَراب، وبعْدهَا تَشقّقَتُ الأَرض لأنّها أمطَرت مَطَر السّوءِ وَكُنا أرضاً بُورا..
هَذِه الشمس سوف تَشرِق من قَلبِي لأَجْلِي ولآخِرِ مَرّة، وسوف أُبارِك لها الُنور. وللفَجرِ صَحْوته، ولأجْلِكِ سَيطلُعُ هذا الفَجر ألّفَ مرة، رغم أن بَعضِي كان جُثةً هُناك خلف البَاب، ولكنَّ البعضُ منِي اختار الحياة…