مكناس ولباد
جاءت إلى مقرن النيلين، وإلى جزيرة توتي أم خضارًا شال، امرأة بطعم لبن النياق، طويلة مثل نخلة في أرض الرافدين ساحرة الوجه تمشي على استحياء في بساط الملوك والرؤساء، سحرت بعينيها الزرقاوين كل من رآها، وقال سبحان خالق الإنس والجن، جاءت المرأة الحسناء وأسمها النها بنت مكناس،وظيفتها وزيرة خارجية لدولة أكثر عروبة مِن مَن يدعون وصلاً بقريش والأوس والخزرج، إنها موريتانيا بلد المليون شاعر وأديب ومليون حافظ للقرآن ومليون عالم في اللغة والنحو من قلب حي تفرغ زينة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، ومن أزقتها التي ترسم بمداد دواية الكتاتيب مستقبل بلاد سكنها العسكر وباض في حياضها الانقلابيون .
سحرت النها بت مكناس الأدباء وأيقظت في السفراء بوزارة الخارجية الإحساس بالجمال، فانهالت القصائد سراً وعلناً إعجاباً بسيدة شرفت بلادها شكلاً ومضموناً والمرأة في وازيبو ونواكشوط والصحراء الغربية تفرح وتباهي بكثرة المعجبين والعشاق السودانيين ارتبطوا عميقاً وطويلاً بالشناقيط العلماء والمثقفين واللغويين والمفكرين، جاءت أسرة الشنقيطي وما أدراك ما الشنقيطي حتى أكبر وأهم شوارع مدينة أم درمان العاصمة الوطنية اسمه الشنقيطي.
كل ذلك قبل أن تأتي إلينا موريتانيا التي نحبها لكل شيء فيها إلا حزبها الشيوعي الذي مثّله ممثل الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ود لباد، وهو يسفر عن وجه لا يشبه أهل تلك البلاد التي أنجبت المفكر الإسلامي الدكتور محمد ود مختار الشنقيطي، وأنجبت عالم الفقه الإسلامي سيدي الشيخ ولد محمود، ولكنها أيضاً جاءت بهذا الشيوعي في ظروف بالغة التعقيد فأسفر عن وجه عبوس كالح وأداء متحيز ومتحرف لفئة دون السودانيين، وود لباد يضع نفسه تحت خدمة الرفاق السودانيين وينحرف بمهمته من وسيط لتقريب المواقف وتجسير المسافة بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، ليصبح ود لباد مرجعاً في صياغة القوانين وترزياً يفصل لقوى الحرية والتغيير إعلاناً دستورياً وفق ما يمليه عليه الرفاق وهم يحملونه كصديق وخادم، وفي بيت عرس لبيّتُ وليمة في هجعة الليل ورابعة النهار وود لباد يجعل من المهمة التي انتدب إليها فصلاً دراسياً من رفاق مقرن النيلين للرفيق القادم من تفرغ زينة لعله يبلغ مبتغاه يوماً ويصل الحزب الشيوعي في نواكشوط إلى السلطة، مثلما وصل الرفاق الشيوعيون إلى السلطة في بلاد التقابة والقرآن بتفريط من أهلها وفشل لنخبها من قادة التيار الإسلامي.