عبد الله مسار يكتب : من عظماء بلادي.. عبد الرسول النور إسماعيل
9 اكتوبر 2022م
وُلد عبد الرسول في بادية المسيرية منطقة المجلد عام 1950م، ودرس المرحلة الابتدائية بها، والوسطى في الفولة، والثانوي في خور طقت، ودرس الجامعة في جامعة الخرطوم كلية الآداب. اشترك عبد الرسول في انتفاضة شعبان عام 1973م، ثم قاد وشارك في حركة محمد نور سعد في يوليو 1976م وحكم عليه بالإعدام، ثم غيّر إلى المؤبد، ثم خرج بالعفو العام في عام 1977م نتيجة للمصالحة الوطنية بين نظام الرئيس نميري والجبهة الوطنية (الصادق المهدي).
تم تعيين عبد الرسول النور وزيراً للصناعة وحاكماً لإقليم كردفان في فترة الديمقراطية من 1986م وحتى 30 يونيو 1989م، اُعتقل بعد قيام الإنقاذ أكثر من مرة، ودخل بيوت الأشباح، ثم خرج في المعارضة ضمن قيادات حزب الأمة، وكوّنوا مع آخرين التجمع الوطني برئاسة السيد مولانا محمد عثمان الميرغني.
عاد إلى السودان بعد اتفاقية جيبوتي بين الإنقاذ وحزب الأمة في عام 2001م، وبعد العودة ابتعد عبد الرسول النور عن العمل داخل أروقة حزب الأمة، وظل مراقباً للأوضاع، ثم اعتزل العمل السياسي في آخر أيامه.
عبد الرسول النور فوق أنه سياسي ومناضل وزعيم ووزير وحاكم، كان حكيماً وبيت حكمة، وكان قيادياً أهلياً وقائداً اجتماعياً ورجلاً مجاهداً ومزارعاً ومجداً وعالماً اجتماعياً ورجلاً ملماً ومطلعاً ومُنقِّباً في التاريخ والعُرف والحكم والأمثال السودانية، وعارفاً بالأنساب،
وكان مرجعاً مهماً جداً في العُرف، وعارفاً بعادات وتقاليد مجتمع البادية، ومعرفة تامة بأنساب أهل كردفان وأهل السودان، بل كان مطلعاً عن انثربوجيا السودانية، وكان واسع العلاقات مع كل أهل السودان، وكذلك كان من المثقفين الموسوعيين في علاقات المجتمع السوداني.
عُرف عبد الرسول النور بأنه رجل كريم وودود وأخو إخوان ووفيْ لأصدقائه وأحبابه، بل عُرف بحكمته وصبره وطول باله، وكان وفيّاً لحزبه، وكان عبد الرسول يتمتّع ببساطته وحُسن سيرته وسريرته، وكان من الرجال الأشداء الأقوياء، وكذلك من ليّني الجانب.
عبد الرسول النور كان واسع الاطلاع والمعرفة، وصديقاً للكل.
عبد الرسول سجّل تاريخاً مُشرفاً، وكان قومياً ووطنياً، عاش ومات زاهداً، لم تُغيِّره المواقع، ولم تهزّه المواقف ولا الصعاب.
رحم الله عبد الرسول النور ابن البادية وأحد قادتها ورجالها، وابن المدينة وابن السودان، وأحد عظماء السودان، عاش ومات على سجيّته، نسأل الله تعالى له الجنة.