زيادة الرسوم بنسبة (300%) يُهدِّد مستقبل التلاميذ بجنوب دارفور
زيادة الرسوم بنسبة (300%) يُهدِّد مستقبل التلاميذ بجنوب دارفور
نيالا- الصيحة
فاجأت المدارس الخاصة بجنوب دارفور، أولياء أمور التلاميذ والطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة بزيادة في الرسوم الدراسية هذا العام بنسبة تجاوزت 300%.
وبحسب (دارفور24)، فإن زيادة الرسوم الدراسية تتفاوت من مدرسة لأخرى وفقاً للنتائج التي أحرزتها المدرسة في المراحل الدراسية المختلفة في العام المنصرم.
وأجبرت الزيادات، كثيراً من الأسر الى نقل أبنائهم من المدارس الخاصة الى الحكومية “كهجرة عكسية”.
وقال عثمان عبد الله موسى لـ(دارفور24) إنه اضطر لنقل اثنين من أبنائه إلى مدرسة حكومية وترك ثلاثة آخرين في المدرسة الخاصة التي قررت رفع الرسوم من 50 ألف جنيه إلى 150 ألف جنيه، وأضاف: “سأدفع لثلاثة في مدرسة خاصة مبلغ 450 ألف جنيه والاثنين سأدفع لهما في المدرسة الحكومية فقط 30 ألف جنيه وهو فرق كبير”، وأشار إلى أنه رغم ضعف التعليم الحكومي واكتظاظ الفصول الدراسية، إلا أن الظروف أجبرته للتوازن بين دخله المالي وتعليم أبنائه.
ودافع نائب مدير مدرسة باخت الخاصة أبو بكر باخت عثمان، عن أسباب زيادة الرسوم الدراسية، وقال لـ(دارفور24) إنّ الزيادة تعود لارتفاع قيمة إيجارات الأراضي المستخدمة إلى أكثر من 600 ألف جنيه للشهر، وارتفاع تكلفة تسيير المدارس، وأضاف “لكن لدينا إعفاء لليتامى وتخفيض للإخوة من أربعة فأعلى من أب واحد، إضافةً إلى جدولة الرسوم لأولياء الأمور الموظفين لتدفع شهرياً”.
من جهته، نفى مدير الإدارة العامة للتعليم الخاص محمد جبير محمد موسى أن تكون إدارته معنية بتحديد الرسوم الدراسية، مُؤكِّداً أنّه شأنٌ يخص إدارات المدارس واتحاد أصحاب المدارس الخاصة، وأن إدارته معنية بالجانب الفني والإداري وتفتيش المدارس لتحسين البيئة التعليمية، لكنه ناشد مديري المدارس الخاصة بمراعاة الموازنة بين دخل الأسر ومصلحة التلاميذ.
في الأثناء، قرّرت إدارة المرحلة الثانوية بوزارة التربية والتوجيه والمعنية بالمدارس الحكومية ألا تزيد رسوم العام الدراسي عن 25 ألف جنيه.
وقال مدير إدارة التعليم الثانوي صالح حامد محمد لـ(دارفور24) إنّ إدارته عقدت اجتماعاً مع المدارس ولم تصل لحلول نهائية بشأن الرسوم، واستدرك: “يجب ألا تتجاوز الرسوم 25 ألف جنيه”، وقال إن إدارته حريصة على إعفاء أبناء العاملين وذوي الإعاقة وتقدير الظروف الاقتصادية للأسر التي لديها أكثر من ثلاثة طلاب في مدرسة واحدة.
في السياق، أبدى مدير عام وزارة التربية والتوجيه بجنوب دارفور محمد الأمين محمد المصطفى، أمله في عودة التلاميذ والطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة إلى المدارس الحكومية بعد زيادة الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة، وقال الأمين لـ(دارفور24)، إن ارتفاع الحالة الاقتصادية وظروف المعلمين أنفسهم وراء الزيادة، نافياً وجود أي تدخل في الرسوم الدراسية وأنه شأنٌ يخص المدارس الخاصة، وأضاف: “نحن نلتزم بتوفير مقعد لكل تلميذ خارج المدرسة والتكفُّل به”.