الشيوعي والحرية والتغيير.. بعثرة الأوراق
الشيوعي والحرية والتغيير.. بعثرة الأوراق
الخرطوم: عوضية سليمان
خلافات حادة واتهامات متبادلة وبيانات تكشف أسرار ما يدور داخل دهاليز اجتماعات قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعي هذه الأيام وقبلها منذ بداية الفترة الانتقالية التي شهدت تقاطعات واضحة بينهما ما أدى أن يفقد التحالف الكبير الذي كان يضم أكثر من (80) تنظيماً، تحت اسم الحرية والتغيير يفقد قوته وتماسكه.
الأمر الذي دفع قوى الحرية والتغيير إلى حوار قبل إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، لإعادة التحالف من جديد عبر إعلان سياسي تم توقيعه لكنه لم ينجح لعدم توقيع الأطراف كافة عليه وأبرز طرف كان الحزب الشيوعي الذي اتجه إلى تكوين كتلة جديدة قوامها تأسيس مراكز التغيير الجذري كما يردِّد داخل الأحياء، وبحسب مراقبون فإن تحالف الشيوعي المعتزم تشكيله ربما يكون بمثابه آخر كروت الحزب الشيوعي في مساعيه لتثبيت أفكاره على الساحة السياسية غير آبه بما يدور فيها من تناقضات واختلافات في وجهات النظر.
التغيير الجذري
عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي كمال كرار، قال: إن التحالف الديموقراطي يعد فكرة قديمة تم التطرُّق إليها منذ مرحلة الانتفاضة الشعبية التي عصفت بحكومة الراحل جعفر النميري، وفي منتصف الثمانيات من القرن الماضي، وقال إنه تحالف استراتيجي للشيوعي يضم كافة المنظمات الديموقراطية في الأحياء السكنية التي تنسجم برامجها مع الحزب الشيوعي، كاشفاً بأن التحالف يمثل اللبنة الأساسية لبناء مراكز التغيير الجذري، وشدَّد كرار بأن التحالف الجديد يمثل القوى القاعدية الضاربة للتحالف الجديد الجذري، جازماً بأن التحالف سيدعم حركة لجان المقاومة، نافياً في الوقت ذاته بأن يكون التحالف موازياً أو بديلاً للجان المقاوم.
وكشفت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بأنها تعمل على تكوين تنظيم التحالف الديموقراطي في الأحياء السكنية، وقالت اللجنة المركزية في بيان لها إن هيئات الحزب تعمل في مجالات السكن على تكوين تنظيم التحالف الديموقراطي، وأشارت إلى أن الغرض من الخطوة هو رغبه الحزب في تنظيم الجماهير في مجالات السكن والعمل والدراسة لمواجهة سياسات السوق الحر وتبعاتها من غلاء معيشي وتدهور الخدمات البيئية وإهمال الدولة في درء آثار الخريف والفيضانات بجانب أن يلعب الشيوعيون والديمقراطيون دورهم في تنظيم الجماهير والعمل معها في انتزاع الحقوق.
وأضاف كرار أن المجلس المركزي للحرية والتغيير يمارس لعبة الهروب للأمام ولا يستطيع مواجهة الثوار ولا الإجابة على سؤال لماذا خانوا الثوره قبل أن ينقلب البرهان عليهم، وأضاف في تصريحات لـ(الصيحة) بأن قوى الحرية قالت في بيانها المرتجف أن الحزب الشيوعي لا يريد وحدة القوى السياسية بينما الحزب الشيوعي أول الداعمين لوحدة القوة الثورية قبل وبعد الانقلاب وبالتالي لا أحد يستطيع المزايدة على موقف الحزب. وكشف كمال عن دعوة وقتها لاسترداد الثوره لأنها كانت مختطفة من قبل اللجنة الأمنية العليا للنظام البائد وسند الهبوط الناعم ومن بينهم المجلس المركزي؟.
رفض وعدم مقابلة
يقول المحلِّل السياسي أحمد ساتي لـ(الصيحة): خلافات واضحة في وجهات النظر بين الحزب الشيوعي وبين قوى الحرية والتغيير الأمر الذي دعا قوى الحريه والتغيير أن ترفض موقف الحزب الشيوعي من العودة للتحالف وفي إطار إعادة المياه إلى مجاريها خاطبت قوى الحرية والتغيير الحزب الشيوعي بطريقة رسمية وجاء رد الحزب الشيوعي بالرفض وعدم مقابلة الحرية والتغيير، كما شن الحزب هجوماً على الحرية والتغيير وأدى هذا التناحر بينهما إلى انتقال المعركة لقطاعات عديدة وسط قوى الثورة وساهم خلافها إلى إضعاف التحالف الذي يسعى إلى تحقيق المدنية في السودان مما أتاح الفرصة إلى بروز كيانات أخرى في الساحة بعد أن لمست مدى ضعف التحالف الذي كان عريضاً والذي قاد الثورة وانتصر على نظام المؤتمر الوطني.
خلاف سياسي
قالت عضو لجنة الحزب الشيوعي آمال الزين: إن انتقادات الحرية والتغير للحزب الشيوعي فإنه لن يغيِّر من وجهة نظر الحزب في عدم الجلوس مع الحرية والتغيير أو مع العسكر في طاولة واحدة، وأضافت لـ(الصيحة) أن القرار الذي انتقدته قوى الحرية والتغيير قرار قديم ليس جديداً وهذا شيء طبيعي أن يكون هنالك خلاف سياسي بيننا وبينهم حول رؤية كل طرف في التغيير لأننا نريد التغيير الجذري ونرفض احتكار السلطة وأن الحزب الشيوعي حزب له رؤية وقائم على فكرة محدَّدة، وقالت: هنالك خطة لإجراء تسوية الآن مع العسكر، وأشارت بأنهم ضد مايجري تحت الطربيزة بين قوى الحرية والتغيير والعسكر، وأشارت إلى أنهم توصلوا إلى تفاهمات مع الحرية والتغيير وإلى مواثيق القضايا المصيرية وهيكلة الجيش والتحوُّل الديموقراطي لكنهم لم لا يبقوا على اتفاقهم معنا ونحن متمسكون بالرأي الموحَّد وهناك اختلاف مع الحرية والتغيير سياسيًا.
معارضة مختلفة
وفي ذات السياق يرى عضو الحرية والتغيير أحمد حضرة بأن قوى الحرية والتغيير ملتزمة بعدم الجلوس مع الحزب الشيوعي، لأن الحزب الشيوعي متمسِّك بالرأي ضد قوى الحرية والتغيير، وقال لـ(الصيحة): قلنا إذا الشيوعي يرغب أن يتمسَّك بقراراته لحالة فعليه أن يعمل معارضة مختلفة بدلاً من تشتيت الجهود ونحن ليس لدينا حرب سياسية لذلك كل واحد يلتزم بمواقفه، وأن الحزب الشيوعي يرفض مقابلة قوى الحرية والتغيير، ولكن نحن نقول له بأن عملنا مستمر وأنتم -أيضاً- عملكم مستمر.