الولاية الشمالية.. شكاوى السيول ومساعي الإعمار
تقرير- رشا التوم 7 أكتوبر 2022 م
عقدت المبادرة الشعبية للمتأثرين بالسيول والأمطار بالولاية الشمالية مؤتمراً صحفياً، أمس، بوكالة السودان للأنباء للتعريف بالجهود المبذولة في إطار تخفيف معاناة الأهالي والمتأثرين وتوحيد الجهود لإعادة البناء والإعمار عبر جهود رسمية وشعبية واسعة.
وأكد د. عبد الرحمن أحمد فقيري، رئيس المبادرة تضامنهم مع المتأثرين بالولاية جراء السيول والفيضانات وأهمية الشروع في جبر الأضرار والخسائر، وشدَّد على ضرورة تكوين جسم بغرض إعادة الإعمار وتقديم المساندة للمتأثرين عبر المبادرات الرسمية والجهد الشعبي واستقطاب الدعم الخارجي فضلاً عن عكس هموم المواطنين والمساهمة في تخفيف الضرر، مشيراً لأهمية التعاون مع الجهات البحثية لدرء الكوارث مستقبلاً.
وقال: إن الولاية الشمالية تواجه مخاطر الهجرة السكانية مما يتطلب تشجيع العودة الطوعية وإيجاد معالجات للآثار السالبة للمشروعات التنموية، وفي الإطار نفسه تحدث عضو اللجنة التنفيذية للمبادرة، د. سمير أحمد عبد الهادي، عن الخسائر التي لحقت بالولاية ومواطنيها في محلياتها الـ(7).
وأعلن أن إجمالي الوفيات بكارثة السيول والفيضانات (4) وفيات و(11) إصابة وانهيار كلي للمنازل، حيث بلغت (1538) منزلاً، وفي محلية دنقلا بلغت (1196) منزلاً والانهيارالجزئي حوالي (5690) منزلاً، وفي محلية دنقلا (555) منزلاً، منوِّهاً إلى افتقتاد السكان للمأوى والسكن، وأشار إلى تضرر بقية المحليات في الموافق الخدمية من المدارس (70) مدرسة، والمراكز الصحية (27) مركزاً، بالإضافة إلى الجامعات وخسائر لحقت التجار في المحلات التجارية والمخازن والمساحات الزراعية والمحاصيل ونفوق الحيوانات والماشية بعدد (242).
وأكد أن العام الدراسي الجديد بدأ يدرس طلابه تحت الأشجار وفي الخيام وهناك معالجات سريعة للحاق بالعام الدراسي للطلاب.
وشدَّد على بذل جهود كبيرة للحد من الأمراض المستوطنة عبر جهد حكومي وشعبي ووزارة التخطيط العمراني بالولاية، ووصلت حجم المبلغ المالي المتوفر عبر الجهد الشعبي بمبلغ (151) مليون جنيه، فضلاً عن توفير الأدوية والأمصال للثعابين والعقارب والمبيدات ورش المياه والبرك وتطهير المصارف وصيانة الكباري وتوفير خيام لإجلاس الطلاب.
وذكر أن مطلوبات إعادة الأعمار تتمثل الحاجة العاجلة إلى بناء المنازل من الدرجة البسيطة بتكلفة (6) ملايين جنيه، كحد أدنى للمنزل الواحد وتبلغ إجمالي المباني السكنية في انتظار التشييد (1538) منزلاً، بتكلفة (139) ترليون، و(288) مليون جنيه، وتبلغ تكلفة المدارس والمراكز الصحية (8) ترليون و(80) مليون جنيه، وإجمالي المبالغ المالية للإعمار (147.308) جنيهات.
وأقر بأن المتوفر من الأموال دون الطموح في الوقت الحالي لإعادة الأعمار والبناء بالولاية.
ونادى بضرورة استقطاب الجهد الرسمي والشعبي من أجل تخطيط القرى ودعا العضو بالمبادرة د. محمد حسن الريح، إلى تقديم الخدمات المطلوبة لإعادة البناء والتعمير بالولاية الشمالية من خلال المبادرة والتي أتت في ظل ظروف حرجة تواجه البلاد بجانب الآثار السالبة لكارثة السيول والأمطار بالولاية الشمالية، مشيراً إلى تعرُّض الولاية إلى كوارث مستمرة بسبب العوامل الطبيعية أو الإنسان، واشتكى من كارثة (النز) التي تعرَّضت لها الولاية الشمالية عقب قيام سد مروي خاصة محلية مروي والبرقيق والسويقات والكاسنجر بحري، حيث انهارت غالبية المنازل وبلغت (150) منزلاً، انهياراً تاماً وعدد من رياض الأطفال ودورات المياه، واستعجل الجهات الفنية والهندسية الإسراع بالتدخل العاجل لإيجاد البدائل ومعالجة مشكلات الترع في المشاريع الزراعية، وأقر بمواجهة مشكلة الزحف الصحراوي وتأثر قرى بأكملها بسبب النزوح وإهلاك الزراعة، ونادى بالتشجير والأحزمة الغابية لمحاربة الزحف الصحراوي الذي يؤدي إلى إغلاق طريق شريان الشمال وارتفاع معدَّلات الحوادث المرورية، مبيِّناً الحاجة إلى توفير إسعافات وطب طوارئ ومستشفيات لإنقاذ المصابين، ولفت إلى تكدُّس الشاحنات القادمة من مصر في طريق الشمال والتي تمثل إشكالية كبيرة بجانب الآثار البيئية للتعدين من استخدامات السيانيد والزئبق والتي تمثل كارثة بيئية على المعدِّنين والسكان وإهلاك التربة وانهيار آبار التعدين التقليدي، وأشار إلى تغيير التركيبة المحصولية نتيجة قيام سد مروي وتدني خصوبة الأراضي الزراعية واستمرار حرائق النخيل والتي تهدِّد أمن ومعاش مواطني الولاية، وأضافت مقرر اللجنة التنفيذية للمبادرة إحلام محمد إبراهيم، أن أهداف المؤتمر تتمثل في استنهاض الهمم لأبناء الولاية الشمالية في الداخل والخارج والجهات الرسمية والشعبية للعون والمساعدة في تحقيق أهداف المبادرة لإعمار الولاية وتوفير الغذاء والكساء والدواء للمتأثرين وإعادة الإعمار والبناء للمؤسسات الصحية والمرافق الخدمية ومعالجة الإشكالات البيئية، ودعت رجال المال والأعمال الانضمام للمبادرة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.