صلاح الدين عووضة يكتب : أُدعوني!
7 أكتوبر 2022 م
لا سكرتير له..
ولا سكرتيرة… ولا مدير مكتب..
ولا يحتاج إلى واسطة… ولا تصدك عنه عبارة (في اجتماع)..
ولا يترفّع عن سائلٍ يطرق بابه..
يطرقه في أي وقت؛ صباحاً… مساءً… وعند الدجى..
فمن رحمته أنه يستجيب إلى الكل… إلى الجميع… إن أخلصوا له الدعاء..
ثم لا يشغله عن دعائك له هذا شاغلٌ..
بل يحب الإلحاح في الدعاء… وفي طرق الباب… وفي تكرار المسألة..
حتى وإن كان من يسأله – ويدعوه – غير مسلم..
فهو يجيب كل من يستغيث به؛ سواء في البر… أو البحر… أو الجو..
وضرب لذلك أمثلةً في كتابه العزيز..
ثم ينظر أيؤمن من كان كافراً به؟… أم يكفر؟… ويجحد؟… ويشرك؟..
أم يمر كأن لم يدعه إلى ضرٍّ مسّه؟..
وقصة حقيقية حكاها لي الطبيب البروفيسور عبد اللطيف عشميق..
فهي (حصلت ليه ولم يحكها له واحد)..
قال إن امرأة قبطية جاءته تشكو من علة… فوجد عندها ورماً سرطانياً..
وتم تحديد يومٍ عاجل… لعملية جراحية عاجلة..
وقبيل الجراحة – لاستئصال الورم – أُجري لها فحصٌ روتيني أخير..
ومن أهدافه تحديد موضع الجراحة بالضبط..
ففوجئ عشميق – ومساعدوه من الأطباء – باختفاء الورم من رحمها..
فأجري لها فحص ثانٍ… فثالث؛ بمعملين مختلفين..
ولكن لا أثر للورم… فحار فريق الأطباء في الأمر حيرة شديدة..
وأخبرها عشميق بالأمر..
فبكت وقالت له إن الله – إذن – استجاب لدعواتها في جوف الليل..
وتمثلت هذه الاستجابة – تقول – في رؤية..
قالت إنها رأت في المنام مريم العذراء تمسح بيدها على مكان المرض..
ثم تبشرها بأنها أضحت على ما يرام..
فهو رحيمٌ… ودودٌ… عطوف… ولكن أكثر الناس لا يشكرون..
ولا يسلمون… ولا يؤمنون… ولا يوحدون..
وأكثر ما يحب الله في عبده – ومنه – توحيده… وعدم الشرك به..
لا يحب أن يجعل له العبد شريكاً..
لا شريكاً من حجر… ولا من لحمٍ ودم… ولا من جرمٍ في السماء..
فقط أخلص له التوحيد..
ثم أدعوه ما شئت – لنفسك أو… ولدك… أو زوجك – فيستجيب لك..
وعدا أن دعوتك تُجاب فأنت تُثاب عليها..
أنت تُشكر – وتخيل هذا – على أنك دعوت الله فاستجاب لك..
وبعد كل هذا نجد من يجعل له شريكاً من البشر..
والشريك هذا يُسمى (شيخاً)… ولا تُحظى بمقابلته إلا بعد لأيٍ..
إلا بعد أن يتم تحديد موعدٍ لك..
وإلا بعد أن تُظهر له الطاعة… والخضوع..
وإلا بعد أن تقبل رأسه… أو يديه… أو قدميه… أو أطراف ثوبه..
وإلا بعد أن تزحف إليه على الأرض زحفاً..
ثم بعد ذلك كله لا يقدر على أن يستجيب لك؛ فهو لا يضر… ولا ينفع..
بينما الذي خلق (شيخك) هذا لا يحتاج لكل ذلك..
لا إلى موعدٍ مسبق… ولا مقابلة سكرتير… ولا سكرتيرة… ولا مدير مكتب..
ويستجيب لك متى ما أخلصت له الدعاء..
وشعاره الذي يُبشِّرنا به في كريم كتابه يتلخّص في كلمة سحرية واحدة..
أُدعوني!.