7 أكتوبر 2022م
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، هو صحابي جليل، وهو الزهري القرشي، ويُعرف بهاشم المرقال، لأنه قدت عينه في معركة اليرموك، وهو من الصحابة الذين قاتلوا تحت إمرة سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب.
وقاتل في معارك عدة وقاده سيدنا خالد بن الوليد وقاتل الفرس وفي اليرموك وقاتل في معارك كثيرة، وكان رجلاً كبير الحجم، ولكن سريع الحركة في الحرب والقتال، وهو قاتل أسد الفرس.
والقصة إنه بينما جيش المسلمين وجيش الفرس يستعدان للمعركة، إذ يتفاجأ المسلمون بأن الفرس قد جلبوا معهم أسداً مدرباً على القتال، وبدون سابق إنذار يركض الأسد نحو جيش المسلمين وهو يزأر ويُكشِّر عن أنيابه، فيخرج من جيش المسلمين رجل بقلب أسد،
ويركض الرجل المسلم الشجاع البطل نحو الأسد في مشهد رهيب لا يمكن تصوُّره، وكيف لرجل أن يركض نحو أسد.
أعتقد أنها لم تحدث في التاريخ، إنّ رجلاً يركض نحو أسد مُفترسٍ، والجيشان ينظران ويتعجّبان، فكيف لرجل مهما بلغت قوته أن يُواجه أسداً مفترساً ومُدرّباً على ذلك.
انطلق المسلم البطل كالريح نحو الأسد لا يهابه، وبصدره عزة وإيمان عميق وشجاعة المسلم، المؤمن الذي لا يهاب شيئاً إلا الله.
وكان يعتقد أن الأسد هو الذي يجب أن يهابه.
ثم قفز عليه كالليث على فريسته وطعنه عدة طعنات حتى قتله، فتملّك الرُّعب من قلوب الفرس، كيف سيقاتلون رجالاً لا تهاب الأسود، لذلك دحرهم المسلمون وهزموهم شرّ هزيمة.
وما كان من الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص إلا وأن ذهب لهذا المسلم البطل وقبّل رأسه تكريماً له، وتقديراً لشجاعته وبسالته، فانكب المسلم البطل بتواضع الفرسان على قدم سعد بن أبي وقاص فقبّلها، وقال ما لمثلك أن يُقبِّل رأسي.
إنّ هذا البطل هو الصحابي الجليل الزهري القرشي هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قاتل الأسود، يعرف قدر قادته.
هؤلاء هم المسلمون الأوائل شجاعةً وإيماناً وتقوى، بل أدباً وتقديراً واحتراماً لقادتهم، بل عزةً وتواضعاً
يُقبِّل الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رأس هذا الجندي البطل تكريماً له وعرفاناً لدوره هذا.
وذاك المسلم الشجاع بتواضع واحترام لقادته يُقبِّل رجل سيدنا سعد بن أبي وقاص.
إنهم المسلمون الأوائل، كل يضع الآخر في مقامه وموقعه، وهذا ما جعلهم ينتصرون ليس بكثرة في العدد والعتاد، ولكن بالإيمان.
لذلك، علينا أن نقتدي بهؤلاء المسلمين الأوائل لصدقهم وإخلاصهم وطاعتهم لبعضهم البعض، فتحوا الدنيا ودانت لهم الأرض، وهزموا هذه الإمبراطوريات.
إنها عظمة الإسلام والمسلمين وعظمة هذا الدين، ما كانوا يخافون بايدن ولا تراس، ولكنهم يخافون الله.
إنّها العزّة والشموخ.