6 اكتوبر 2022م
دخل اتفاق سلام جوبا الذي تمّ توقيعه بين الحكومة وبعض الحركات المسلحة، عامه الثالث، وقد شهدت فترة العامين الماضيين تولي قادة الحركات للمناصب الدستورية والوظائف القيادية في الخدمة المدنية، بينما على أرض الواقع لا جديدٌ، حيث لا عودة للنازحين واللاجئين، كما أن الخدمات تزداد سوءاً يوماً بعد آخر من تدهور مُريع في الصحة والتعليم، والامن ولم ينفذ أي مشروع للطرق والكباري رغم أنّ وزير الطرق والجسور من أطراف سلام جوبا ما عمل ولا كيلو زلط واحد، ناهيك عن طريق يربط بين محلية وأخرى.
شهدت مراسم توقيع اتفاق السلام وكُنت حضوراً، وحاورت كل رؤساء الحركات وبشّرت بالاتفاق وتشهد بذلك صفحات هذه الصحيفة، ولكن الآن تراجع دعم مُواطني دارفور للاتفاق نتيجة لممارسات موقعي الاتفاق وتجيير مكاسب الإقليم للمحاسيب والأُسر، وحاكم الإقليم قضى معظم الفترة في السفريات والجولات الماكوكية، والمواطن في شرونا وأم عسل لم يذق ثمرات السلام إلا فقط توفير فرصة لنمر والي شمال دارفور لزيارتها وقد كانت محرمة له، قبل التوقيع وهي علي مقربة من مسقط راسه قريه دبة نايرةً وكذلك المواطن في نورقي وبر مالح بشمال دارفور يطلق على الاتفاق سلام ناس أركو مناوي، وقد ذكرت هنا من قبل أن مناوي لم يسمع بنروقي وبحر مالح منطقة القائد دليلة أحمد سبيل التي لم يدعمها نمر بسبورة أو طبشيرة، ومكاسب السلام ذهبت إلى غير وجهتها، وليس بمستغرب أن يغير الجميع رأيهم تجاه الاتفاق، وقد علت الأصوات المُنادية بإلغائه وهذا هو الصوت الغالب حتى في شمال دارفور التي تصدر بعض ابناؤها مطالب الإقليم، وإذا تم إجراء استفتاء اليوم بإلغاء الإقليم قطعاً النتيجة لصالح المطالبين بالإلغاء، ولا ضير من الإبقاء على الولايات، وواضحٌ لكل متابع في وسائل التواصل الاجتماعي، ان كل المدافعين عن الاتفاق هُزموا في النقاشات، وحتى عضو السيادي السابق وأحد مهندسي الاتفاق والناطق الرسمي حينها قد اعتبر الاتفاق انتهى، وبحكم الواقع لا نصير له، وحتى قادة الحركات خجولون ولا يتحدثون عنه ولا يحتفلون به، والمواطن دافع الضريبة لا يهمه أمر الترتيبات الأمنية وتوظيف منسوبي الحركات.
على الرئيس البرهان والنائب الفريق أول محمد حمدان دقلو، عليهما مراجعة الاتفاق والنظر في أمره، لأنّ المواطن سئم من تصدُّر الحركات للمشهد وإخفاقهم في كل المهام المُسندة إليهم ولا إضافة ملموسة طالما أنهم في السلطة يُردِّدون خطابهم القديم.
هو خطاب تجاوزه الزمن والواقع ولا يزال يتمسّك به بعضهم وهم السلطة ذاتها، فعلى امتداد مسيرتهم من التمرد الى السلطة لم يُسجّل لهم موقفٌ يحسب لهم خدمةً للوطن والمواطن، قيادات حتى في مساهمات نفير الأحياء والمرافق لا تجدهم، ولا أذكر قط أي مساهمة اجتماعية لأيٍّ منهم في بناء مدرسة أو علاج مريض أو غيرها والتاريخ شاهدٌ..!