النيل الأزرق.. تدريب الأرامل من أجل حياة أفضل
تقرير: محمد عبد الله الشيخ
يعتبر الترمل واليتم واحداً من أخطر إفرازات الحرب وأخطر آثارها كارثية، وأكثفها ظلالاً على مجتمع ولاية النيل الأزرق وقطاع المرأة على وجه الخصوص، بما أثقل كاهل المنظمات الخيرية والإنسانية، واصبح واحداً من الملفات كثيرة التناول والحضور في مختلف الفعاليات والأنشطة المعنية بشأن المجتمع.
وتنادت مؤسسات حكومية تضم (وزارة الضمان الاجتماعي الاتحادية، هيئة التأمين الصحي، ديوان الزكاة، إدارة الرعاية الاجتماعية) لتدريب عدد من الأرامل في مجال المشغولات اليدوية.
وأشار المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الدكتور مصطفى جبر الله لدور الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية، وما يتوفر لديها من بيانات في كافة مناحي العمل الاجتماعي، واثنى على جهود وزارة الضمان الاجتماعي في استقطاب الدعم من المنظمات والجهات الداعمة للمجتمع، وقال إن إدارات وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية تعمل بتفاعل وحيوية، يأتي في مقدمتها ديوان الزكاة، ثم التأمين الصحي والأكاديمية الصحية، ثم إدارة التحصين، وأكد أن ديوان الزكاة بالولاية يقوم بدور كبير، ونحن نتابع أنشطته باهتمام وما من شأن يخص المجتمع والضعفاء إلا وكان الديوان مستجيباً، ولو أن دواوين الزكاة بالولايات الأخرى تعمل بذات الكيفية لما تبقى في البلاد فقير، وأشاد بجهود التأمين الصحي وعمله المتفاني ونكران الذات، ووأكد رضاه عن دور التأمين بالولاية، وتعهد برعاية وزارة الصحة لكافة البرامج التي قدمتها إدارة الرعاية الاجتماعية بالولاية. وأوضح أنه قام بتشكيل لجنة لمعالجة مرتجع الدعم الاجتماعي، وأضاف: الارامل يقمن بدور كبير في التربية، وطالب الدارسات بالدورة التدريبية بالاستفادة القصوى، وقال: سيحصلن على تمويل للمشروعات من قبل ديوان الزكاة حتى يكُنّ نواة لتدريب أخريات.
من جانبه، قال أمين ديوان الزكاة بالولاية فيصل حسن آدم إن قيام الدورة بهذه المشاركة والتنسيق بين المؤسسات يمثل نهجاً تكافلياً، وأضاف أن مجتمع النيل الأزرق مجتمع تكافلي في ظاهره وباطنه، الشيء الذي يتكامل مع دور ديوان الزكاة، وأوضح أن سياسة المشروعات بالديوان تقوم على تمويل المستهلك إلى منتج بما يدفع إلى تحقيق أهداف الديوان وتحويل المستهلكين إلى منتجين، وأكد اهتمام الديوان بمحور تدريب المستفيدين من المشروعات قبل تمليكهم، وأن شعار الديوان هو التدريب قبل التمليك، وأشار إلى أن الارامل يمثلن الشريحة الأولى والعنصر الأساسي في أولويات عمل الديوان، ونوه إلى أن الأرملة هي العائل الأول للأسرة بعد فقدان الأب مما يتطلب أن تكون لها مصادر دخل محددة حماية لها من المهددات والظواهر الاجتماعية السالبة.
وتابع: أي مهدد يصيب الارملة يلقي باللائمة على الديوان، وهو المسوؤل شرعاً عن هذه الشريحة، وأكد أن تمليك المشروعات يحتاج إلى أسس ومعايير أولها الاختيار السليم ثم التدريب ثم السوق، وأشار إلى أن الديوان يمد أياديه للأرامل، وسوف يمول الدارسات في المشروعات التي يتدربن عليها، مشيداً بمواقف الوزير المكلف ومتابعته لبرامج الزكاة، وأوضح أن الديوان يكفل 30 ألف أسرة بالتأمين الصحي.
من جهتها، أشادت ممثلة وزارة الضمان الاجتماعي الاتحادية، نعمات حسن، بدور ديوان الزكاة بالولاية وتعهدات الأمين تجاه الأرامل، وأضافت أن تقديم هذا البرنامج بولاية النيل الأزرق هو رد للدين ووفاء للولاية كولاية إنتاج تجود بكثير من الخيرات على أهل السودان، وهذا يعتبر رداً للجميل، مُقدِّمةً شرحاً لمحاور وتفاصيل برنامج الدورة.
بينما قال ممثل الصندوق القومي للتأمين الصحي الدكتور عبد الله البخيت إن رعاية الأرامل والاهتمام بهن من أوجب واجبات الدولة، وما أوصت به الشريعة الإسلامية ودستور البلاد، وأوضح أن التأمين له أهداف هي ضمانة حماية المواطن من الأمراض والكوارث وتقديم خدمة علاجية تكافلية والتقليل من تكلفة العلاج، وأكد أن التأمين الصحي يخطو خطوات حثيثة نحو التغطية الشاملة، وقد زاد عدد المؤمن عليهم على 27 مليون مواطن، وأعلن تغطية أكثر من 90٪ من المواطنين بالولاية، وجاري العمل الآن عبر أتيام بالمحليات للوصول للتغطية الشاملة بدعم من ديوان الزكاة ووزارة المالية.
وأضاف أن التحدي أمام التأمين الصحي هو المحافظة على هذه الأعداد واختيار المستحقين الحقيقيين عبر ديوان الزكاة، وأكد أنه من حق أي يتيم الحصول على بطاقة تأمين، وأوضح أن التأمين لديه 147 ألف أسرة يتيم يحملون بطاقات.
فيما أكد مدير الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية بالولاية أحمد أبراهيم أن الاهتمام بالمرأة وتمكينها وتوفير سبل العيش الكريم لها يأتي في مقدمة أولويات واهتمامات الإدارة، وهي تسعى لإنزال الحقوق الخاصة بالأرامل وذوي الإعاقة، وأوضح أن الدورة التدريبية تضيف للأرامل المهارات التي تعينهن على كسب العيش الشريف وتعينهن على توفير حياة كريمة.
وثمّن دور ديوان الزكاة ووزارة الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة في الاهتمام بالأرامل موصياً المتدربات بالاستفادة من الدورة التدريبية.