بعث السفير التركي لدى الخرطوم عرفان نزير بتعقيب على ما جاء بزاوية “أنواء” عدد السبت 6 يوليو والذي كان بعنوان “العميل أتاتورك”.
فيما يلي تنشر “الصيحة” مقالة السفير التركي والتي بعث بها لرئيس تحرير الصحيفة.. يقول السفير:
“أريد أن أعبر عن شعوري بحزن كبير وانكسار للخاطر من المقال العمودي الذي نشر في صحيفتكم بتاريخ 6 يوليو 2019م، وأن أبين عن وجهة نظري بهدف أن قراءكم الأعزاء يجب أن يكونوا أصحاب فكرة صحيحة فيما يتعلق بهذا الموضوع..
إن الاستعمار تلقى أول هزيمة له في القرن العشرين في حرب الاستقلال التركية بقيادة المناضل مصطفى كمال أتاتورك, وأصبح هو في نضال الأمة التركية قدوة لملايين البشر الذين كانوا تحت الاحتلال, واستطاع القائد العظيم أتاتورك بنضاله ونجاحه أن يضيء الطريق في نضال الاستقلال والحرية للشعوب من تونس والجزائر حتى إندونيسيا, ومن الهند حتى أفغانستان وباكستان وكل شعوب آسيا وأفريقيا. لهذا السبب فإن النضال الذي تم بقيادة أتاتورك هو ليس فقط للأمة التركية، وإنما كان لكل الأمم المظلومة, ونتج عنه تأسيس الجمهورية التركية الحرة والمستقلة داخل حدودها القومية..
إن تركيا اليوم تعد من بين العشرين دولة الأكثر تطوراً في الاقتصاد في العالم بسبب الثورات والمكاسب التي حصل عليها أتاتورك, وتعد في المرتبة السابعة عشرة وهي عضو في مجموعة العشرين, وصاحبة أقوى جيش في المرتبة الثانية في حلف الناتو، وهي التي تعتبر نموذجاً لعدد من الدول ولها احترامها في حقوق الإنسان وحرياته, وتحافظ على هويتها بصفتها بلداً ديمقراطياً وعصرياً.
ورغم ظهور كل هذه الحقائق التاريخية، فإنني أظن أن محاولات تفضيل وضع المسئولية لما أصاب العالم الإسلامي في طوال مدة المائة عام الأخيرة لأتاتورك, وحرب الاستقلال التركية والثورات التركية, إنما هو نتيجة عمى تاريخي واضح للعيان, ونضيف أنني قد أصابني الإحباط من أن تقوم صحيفة من الصحف الرائدة في السودان مثل الصيحة بنشر مقال عن قائد الأمة التركية العظيم المناضل مصطفى كمال اتاتورك بعيداً عن الحقائق بصورة متعمدة.
وبهذا أؤكد مرة أخرى أن الأمة التركية والجمهورية التركية كما هي في التاريخ, تأخذ مكانها إلى جانب المظلومين كذلك, وأقدم عميق محبتي لشعب السودان الصديق والشقيق.
عرفان نزير أوغلو
سفير جمهورية تركيا بالخرطوم