عام بلا حكومة.. وزراء الكفاح المسلَّح في عين العاصفة
تقرير- نجلاء فضل الله
صوِبت سهام النقد على أداء وزراء الكفاح المسلَّح في الحكومة وبخاصة ما بعد الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، وفيما اعتبر البعض أداءهم دون المستوى المطلوب وانهم لم ينجزوا شيئاً يذكر ، قال عنهم آخرون إنهم اجتهدوا وحاولوا أن يفعلوا شيئاً لكن عدم وجود حكومة حقيقية حال دون أن يقدِّموا المأمول منهم.
تقييم موضوعي
ذكر القيادي بالجبهة الثورية الأستاذ حسن فضل لـ(الصيحة)، أن أي تكتل معيَّن في أي حكومة، لا ينفصل عن أداء منظومة مكوِّنات تلك الحكومة يؤثر ويتأثر بمدى فاعلية الخطة العامة للحكومة، مع التأكيد على أن تقييم أداء أي مسؤول على حدة مسألة مهمة وضرورية، وأوضح أن تقييم أداء وزراء أطراف العملية السلمية بمعزل عن الأداء العام في الحكومة وفي فترة زمنية تعتبر الأكثر تعقيداً قد لا يعطي مؤشرات دقيقة وتقييم موضوعي، وأشار إلى أن أداء وزراء أطراف العملية السلمية – بعد الإجراءات التصحيحية في ٢٥ أكتوبر من العام الماضي، وفي خضم التشاكس والتشرذم الكبير الذي يشهده البلد – لا يمكن أن يتم بموضوعية، وقال فضل الذي تحدث لـ(الصيحة): في ظل عدم وجود رئيس وزراء أقول وبكل ثقة إن أداءهم كان جيِّداً جداً في ظل ظروف معقَّدة ومحاربة صريحة من بعض القوى استطاع مثلاً وزير المالية، أن يثبِّت سعر الدولار مع اضمحلال وتقهقر واضح للسوق السوداء للعملات، فضلاً عن ثبوت أسعار السلعة رغم أنها مرتفعة لكنها ثابتة.
وبالمثل وزير التنمية الاجتماعية عمل بشكل جاد لتنفيذ برامج اجتماعية لتخفيف آثار التدهور في الحياة المعيشية عقب رفع الدعم عن الوقود وتوجيه الدعم لمستحقيه الحقيقيين في برامج مثل سلعتي وثمراث رغم توقف الأخيرة بعد إجراءات أكتوبر، لكُن، ما زال البرنامج يعمل في توفير قاعدة بيانات المواطنين السودانيين وهذه مسألة مهمة في مسوحات تحديد خارطة الفقر في البلاد.
وذكر أن وزير الثروة الحيوانية والذي استطاع أن يفتح آفاق جديدة لصادر الماشية ولم نسمع مسلسل البواخر المرتجعة فضلاً عن فتح أسواق جديدة كسلطنة عمان وغيرها من الوجهات، فضلاً عن توفير اللقاحات للرعاة وتقديم الخدمات البيطرية وخلال بداية خريف هذا العام استطاع الوصول لمناطق لم تصلها هذه الأتيام من أربع عقود مع زيادة واضحة في إنتاج صادر الذهب.
فشل
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي الدكتور محمد المهدي حسن: إن قوى الكفاح المسلَّح تعاملت مع الثورة باستخفاف شديد، وشدَّد على أن دورهم كان مفقوداً في الحراك الثوري وظلوا ينتظرون ما ستسفر عنه نتيجة الحراك على الشارع.
وأنهم كانوا يفضِّلون المحاصصة السياسية مع النظام وذلك بحوار ترعاه قوى أجنبية لأن محاولاتهم لإسقاط النظام كلها باءت بالفشل، بل قوَّت النظام. وذكر المهدي من خلال حديثه لـ(الصيحة) إنه بعد انتصار الثورة التي قدَّم فيها شباب السودان أكبر التضحيات زعموا إنهم من أضعف النظام بعد الخلاف الذي نشب بينهم وبين قوى الحرية والتغيير الممثلة للثورة، وأشار إلى أنهم حرَّضوا المكوِّن العسكري على الانقلاب ودعموه وتعاملوا بانتهازية مع الوضع، وأعتقد أنهم بذلك يقصون قوى الثورة ويقتسمون السلطة مع المكوِّن العسكري، وتابع:” إنهم اعتصموا أمام القصر وقالوا إنهم لن يرجعوا إلى بيوتهم إلا بعد إذاعة البيان العسكري. وبعد البيان فضوا اعتصامهم واتجهوا نحو الوزارات التي احتفظوا بها.
وأضاف قائلاً: الغريبة إنهم ملكوا كل الوزارات المالية، وزارة المالية، وزارة المعادن، وزارة الرعاية الاجتماعية والمؤسسات المالية التابعة لها وزارة الثروة الحيوانية والضرائب الخ.. لكُنهم ومع ذلك اتسم أداؤهم بالفشل والتخبط وطالتهم الاتهامات.
لم يقدِّموا شيئاً
ومن جهته قال القيادي بالحزب الشيوعي الأستاذ كمال كرار: إن قوى سلام جوبا وقبل وقوع انقلاب البرهان وفي إطار المحاصصة التي وفرها الاتفاق رشحت وزراء ووزيرات بلا أي معايير سوى الانتماء للحركات، وأشار إلى أنهم لم يقدِّموا شيئاً، وذكر كرار خلال حديثه لـ(الصيحة)، بعد الانقلاب صارت قوى سلام جوبا جزء منه وتقلَّدت المناصب في مجلس الوزراء الانقلابي، مبيِّناً أن أداء المجلس كله صفر على الشمال بما فيهم أداء وزراء قوى سلام جوبا، وتابع: “إن السودان بعد الانقلاب في حالة لا دولة وما يسمى بالوزراء هم تحت البوت العسكري ورهن إشارة قائد الانقلاب، وبالتالي شركاء للعسكر في جرائمهم بما في ذلك قتل الثوار.
الأداء صفري
ويرى المحلِّل السياسي الدكتور محمد علي تورشين، أن الأداء الحكومي بعد 25 أكتوبر، ودواوين الدولة متوقفة، من الظلم أن نحكم على أي مجموعة أدت أداءً مميزاً أو أداءً سيئاً، وأردف: ” عموماً الحكومة متوقفة في وجود الوزراء الممثلين للحركات المسلحة سواءً أكان جبريل إبراهيم ممثلاً لحركة العدل والمساواة السودانية، في وزارة المالية أو وزراء حركة تحرير السودان أبو نمو ممثل لحركة تحرير السودان بقيادة مناوي”، وأشار إلى (أن وزارة المعادن ممثلة في حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي وفي وزارة الطرق والجسور والنقل وبعض الوزراء الآخرين حتى حكومة إقليم دارفور كل الأداء فيها متوقف تماماً). ونوَّه إلى أن هذا الأداء صفري تماماً، لأنه -الآن- إذا أخذنا في عين الاعتبار الوزارات المهمة التي تشارك فيها حركات الكفاح المسلح كوزارة المالية نجد أن الأوضاع الاقتصادية منهارة تماماً متردية في غاية من السوء في التراجع، وأن وزارة الثروة الحيوانية ممثلها حركة التحالف السوداني. وذكر تورشين أن الأداء صفري، وهنالك تراجع في مجال الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني. وزارة الشؤون الاجتماعية ما زالت غير قادرة على تغطية الشرائح المستهدفة مع اتساع للشرائح الفقيرة، ووزارة المعادن لم تسيِّطر بشكل كبير على مسألة تهريب الذهب، مضيفاً: الأداء صفري تشوبه العديد من نقاط الضعف كحال المشهد السياسي.