جندي القوات المسلحة يكشف لـ(الصيحة) أسرار تفوقه في الشهادة السودانية
جندي القوات المسلحة يكشف لـ(الصيحة) أسرار تفوقه في الشهادة السودانية:
– أحلم بدراسة طب جامعة الخرطوم
النجاح لا عنوان له ولا يقف عند مستنقع الإحباط ويظل عنواناَ يجبرك أن تقف عنده مهنئاَ مباركاَ وقد يدفعك لتصنع طريقك وتجد هويتك ودوماَ ما تكون اللبنة الأولى لذلك النجاح وهي تلك الحياة العلمية التي عصبها ومحركها الشهادة الثانوية العامة في البلاد العلامة الفارغة في حياة كل طالب عام بعد عام وتحديد مصيرهم المستقبلي وقبل ذلك هو مصدر سعادة وفرح وسط الأسر والمعلمين يعيشون يلتقطون ثمرة جهدهم طيلة سنوات دراسية خلت، في وقت تحمل فيه أيضاً سنوياً قصص تحدٍ للصعاب وإلهام للكثيرين فمثل ما تحدثت الطالبة عيشة العوض من مدرسة كورتي الثانوية بنات بالولاية الشمالية في العام 2018م، عن قصة نجاحها وتبوئها المركز الأول وقتها التي لم تنكسر أو تحد عنها للظروف القاسية وهي تدرس في ظل عدم وجود تيار كهربائي وقطفت ثمار جهدها في مقدمة محرزي الدرجات الأولى لامتحان الشهادة. الشاهد في بلادي يرى نماذج كثيرة مثل (عيشة) يجعلنا نقف مبتهجين ملء شدقينا وأول أمس، امتد ذلك الابتهاج لنقف إجلالاً واعتزازاً نرفع قبعة الاحترام للجندي بالقوات المسلحة محمد إبراهيم أحمد، وهو قد رسم قصة نجاحه المبهرة بتفوقه في امتحانات الشهادة الثانوية لهذا العام بإحرازه نسبة (91.4%) من الميثاق العلمي أحياء من مدرسة جنوب دارفور النموذجية بنين.
محمد إبراهيم، أجبر المئات من الناشطين على تداول صورته وهو بالزي الرسمي للقوات المسلحة يجلس خلف مدفع رشاش يحرس ويحمي من خلاله حدود البلاد ومواطنيها من أي مهدِّدات أمنية، حيث أرفق الناشطون على الوسائط صورة الجندي مع نسبته التي أحرزها مع عبارات الثناء والمدح على تفوقه مع رصفائه من الطلاب وتحديه لظروف عمله الأمني، التي لم تقف حائلاً دون تحقيق غاياته العلمية، وحينها ما كان لـ(الصيحة) إلا أن تصل إلى الجندي الباسل بالقوات المسلحة محمد إبراهيم، وحاورته عبر الهاتف من مقر عمله بالفرقة 16 مشاة حول قصة تفوُّقه وخرجت بالمحصلة التالية:
الخرطوم- محمد موسى
* في البداية نتعرَّف عليك؟
محمد إبراهيم أحمد تيجاني، من مواليد محلية عد الفرسان درست المرحلة الأساسية بمدرسة الهدى الأساسية ومن ثم الثانوي بمدرسة جنوب دارفور النموذجية الثانوية بنين، من حفظة القرءان الكريم ومن ثم التحقت بالقوات المسلحة برتبة جندي في العام 2020م.
* كيف استطعت أن توازن ما بين الدراسة والعمل بالقوات المسلحة؟
في البداية واجهتني عدد من الصعوبات في الموازنة بين العمل بالقوات المسلحة والدراسة وكيفية فهم واستدراك المواد الدراسية، إلا أنني بالعزيمة والإصرار استطعت كسر ذلك الحاجز وأدعو كافة زملائي بالاجتهاد فيما ينفعهم.
* متى درست وحفظت القرءان الكريم؟
كنت أدرس القرءان الكريم وأنا في المرحلة الأساسية وحفظت القرءان كاملاً وأنا عمري ما بين الـ(15_16) عاماً.
* ما هو سبب التحاقك بالقوات المسلحة وأنت طالب بالمرحلة الثانوية؟
فضلت القوات المسلحة والتحقت بها وأرجأت الجلوس للامتحانات لمدة عام وذلك فور صدور إعلان من الجيش لتجنيد أفراد للعمل بالقوات المسلحة.
* ما هو التعامل الذي وجدته من قياداتك بالقوات المسلحة خلال فترة الدراسة؟
تعاون معي جميع قيادات الفرقة 16 مشاة نيالا شعبة التوجيه المعنوي والخدمات وتم تفريغي عن العمل بالكامل للجلوس للامتحانات فور صدور جدول الامتحانات.
* كيف كنت تتنقل ما بين المدرسة ومقر عملك بالقوات المسلحة؟
تبعد المدرسة عن مكان عملي حوالي نصف ساعة سيراً على الأقدام، أحياناً كنت أقطعها راجلاً وأحياناً أخرى بالمواصلات.
* من كان يتكفل بمنصرفاتك خلال فترة الدراسة؟
كنت أكافح براتبي من العمل بالقوات المسلحة للإيفاء بمنصرفات الدراسة إضافة إلى إكمال بقية المنصرفات من شقيقي الأكبر الذي يعمل -أيضاً- بالقوات المسلحة برتبة العريف.
كما أنني كنت- أيضاً- أثناء الدراسة أنام فقط ما بين أربع إلى خمس ساعات يومياً وكان كل طموحي الحصول على نسبة تمكنني من دراسة الطب بجامعة الخرطوم.
وكنت في كل ذلك أجد الدعم من شقيقي يوسف إبراهيم أحمد التيجاني، فهو كان شمعة يحترق ليضيئ لي الطريق.
* كيف كنت تقضي يومك وجدولك الدراسي؟
كنت أسهر الليالي في الدراسة ومراجعة المقرارات، حيث كنت أقضي وقتي حتى الساعة الأولى والثانية صباحاً طوال فترة الامتحانات إضافة إلى الجهود التي تبذلها معنا المدرسة والمعلمين حيث لم يبخلوا علينا لا بوقتهم ولا بعلمهم.
* ما هو حلمك ورغبتك في الدراسة؟
أحلم وشغوف بدراسة كلية الطب بجامعة الخرطوم.
* لماذا الطب تحديداً؟
بداية حفظت كتاب الله، وبعدها درست العلوم الشرعية، ومن ثم بعدها تولدت لديَّ رغبة دراسة الطب رغبة غرسها في نفسي ابني عمي موسى محمد عيسى، الذي تخرَّج من كلية الطب ويعمل بجامعة الفاشر إضافة إلى إصراري على دراسة الطب بجامعة الخرطوم باعتباره مهنة إنسانية لعلاج المرضى والمحتاجين إضافة إلى رغبتي بأن أكون مكان فخر وإعزاز للبلاد.
* تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتك بكثافة مهنئين بتفوِّقك ماذا أنت قائل لهم؟
سعيد جداً بالاحتفاء والتهاني التي وجدتها من أبناء وبنات الشعب السوداني وهو تكريمي لي وإن شاء الله تكتمل فرحتي بدخول كلية الطب جامعة الخرطوم بوجودهم ودعمهم.
* رسالة لزملائك بالقوات المسلحة؟
أدعوا زملائي بالجيش للاجتهاد في كل ما يرونه نافعاً لهم دون أي تردد فأكيد بالإصرار والعزيمة سيصلون لهدفهم ومن سار على الدرب وصل، مع وصيتي لهم بأن يبقوا عشرة على واجبهم المهني.
* لمن تهدي هذا النجاح؟
أهدي نجاحي وتفوُّقي في امتحانات الشهادة الثانوية لمنسوبي القوات المسلحة كافة بمختلف ولايات البلاد ولوالدي ووالدتي وأشقائي الذين كانوا خير عون وداعم لي وكان نصحهم ووقتهم ومالهم غير داعم لي لتحقيق ذلك النجاح، كما أهدى تفوقي لإدارة ومعلمي مدرسة نيالا النموذجية الثانوية بنين.
* كم لديك من الأشقاء؟
لدى (9) أشقاء أغلبهم بمختلف المراحل الدراسية.
الآن بعد تفوُّقك في امتحانات الشهادة هل ستترجل عن العمل بالقوات المسلحة وتتفرَّغ بالكامل لدراسة الجامعة؟
أنا لن أتخلى عن العمل بالقوات المسلحة ولن أفكِّر عن الترجل عن المؤسسة التي كانت سبب تفوقي ونجاحي، بل سأظل أعمل بها جنباً إلى جنب مع مواصلة دراستي الجامعية.
* نصيحة للممتحنين؟
أقدِّم نصيحة لكل للممتحنين العام القادم تتمثل في ضرورة اختيارهم المدرسة التي يطمأنون لها إضافة إلى الدراسة والمذاكرة درس اليوم باليوم مع المتابعة اللصيقة مع المعلمين، فضلاً عن الكد والمذاكرة المستمرة، الدراسة والتفوُّق لا يحتاج إلى ذكاء بقدر ما يحتاج إلى جدية ومعلم ناجح يتمكن من إيصال المعلومة للطلاب بجانب توفر البيئة السليمة.