ميثاق تأسيس سلطة الشعب.. الطريق نحو حل الأزمة
الخرطوم- آثار كامل 30 سبتمبر 2022م
أجازت لجان مقاومة الخرطوم الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب “الميثاق المعدَّل” للجان المقاومة، يوم الأربعاء، والذي يتضمَّن رؤيتها للفترة الانتقالية بصورته النهائية، في المقابل هل سوف ينجح الميثاق في توحيد القوى الثورية وتحقيق التحوُّل الديموقراطي ومدنية السلطة، بعد أن عجزت جميع المبادرات المطروحة من الداخل والخارج من كسر الجمود وحل الأزمة؟ إضافة إلى توحيد الكيانات الثورية، خصوصاً وأن هناك تحفظ على الميثاق من قبل الأحزاب السياسية، وهناك بعض الأحزاب لديها ملاحظات بأن الشباب ليس لديهم تجارب سياسية واسعة.
ما جاء في الميثاق
نجد أن أهم ملامح ميثاق تأسيس سلطة الشعب المعدَّل إلغاء الوثيقة الدستورية وتأسيس وضع دستوري عن طريق دستور انتقالي يستند إلى الميثاق الثوري وإلغاء اتفاقية جوبا وتضمينها في الدستور الجديد وتكوين مجلس ثوري لاستلام السلطة يتكوَّن من ممثل لكل ولاية وهو من يختار رئيس الوزراء وأبطال وظيفة القائد العام للجيش إلى رئيس الوزراء وسن قانون لعزل المؤتمر الوطني ومنع قادته من ممارسة أي نشاط سياسي واستمرار المقاومة حتى إسقاط الانقلاب وعدم التفاوض معه.
مشكلة ثقة
قال نائب الأمين العام والأمين السياسي للحزب الجمهوري عصام خضر: إنّ كل الإشكالات الحالية هي عبارة عن إشكالات متمثلة في الثقة، فالمشكلة الآن بين الأطراف في الثقة أكثر من المواثيق ولفت بأن هنالك بعض الأشياء التي يمكن أن تعالج في المجلس الثوري.
وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) بأن الاختراقات والتدخلات موجودة في لجان المقاومة وهنالك الكثير من الأيادي تتدخل فلابد من الاتفاق على نقاط أساسية والابتعاد عن المزايدات، وأشار إلى أن الأمل كبير بأن البلاد لن تذهب بالترقيع وتأخير عقارب الساعة وينتج المزيد من الأزمات، مشيراً إلى أن ميثاق تأسيس سلطة الشعب فرص نجاحه تتمثل في وحدة قوى الثورة والضغط على العساكر والتنازل عن السلطة، ولا بد للثورة المضي نحو أهدافها حتى المجتمع الدولي يريد الاستقرار، وأضاف: (الشباب العملوا الثورة حارسنها)، مبيِّناً بأن المعالجة تبدأ بترتيب المشهد، وتابع: لا بد من التقرُّب من الشباب ولجان المقاومة .
قبول ورفض الأطراف
قلَّل القيادي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ورئيس حزب البعث التجاني مصطفى، في حديثه لـ(الصيحة) من الميثاق المطروح، وقال: إن كثرة المواثيق التي تطرح في الساحة السياسية تقلِّل من فعلها ودورها في إحداث التوافق الحقيقي بين القوى الثورية، وأردف بأن جميع المشاريع وجدت ملاحظات وبالتالي مثل هذه المواثيق تعقد الأمور أكثر من تسهِّل، وحتى قد توجد مزيد من التباينات والخلافات حولها وأعتقد أن هنالك جملة من المواثيق المطروحة من القوى الثورية لكنها لم تستطع أن تجد أرضية توحِّد حولها الكيانات الثورية المختلفة بقدر ما تزايدت الشقة والتشظي، وبالتالي لا أرى أنها ستجد القبول من كل الأطراف.
محاولة جريئة
يرى المحلِّل السياسي علي شرف الدين، خلال حديثه لـ(الصيحة) أن ميثاق سلطة الشعب يعكس صوت الشارع وتفكيره، كما يعبِّر عن الموقف الثوري، واعتبر شرف الدين إطلاق الميثاق والتداول حوله وتعديله محاولة جريئة من القوى الثورية الحيِّة لمعالجة الخلافات بين قوى الثورة، وقال: إن المشروع إيجابي بعمومياته، لجهة أن صدر تحت توقيع الثوار ومن يقودوا لشارع ويمكن أن يتجاوز حالة الجمود السياسي الحاد والتركيز على أساس حل المشكلة، ومراجعة التجربة الانتقالية السابقة وزاد بأنه مشروع يفتح طريق للتوافق وكسر حالة التوهان لقوى الثورة ويوحِّدها حول ميثاق موحَّد يقود ما تبقى من فترة انتقالية والفترة القادمة، ونوَّه بأن الميثاق المطروح سيجد نقداً من بعض القوى السياسية لتخوُّفها من أن تسحب لجان المقاومة البساط من الأحزاب السياسية التي عجزت عن توحيد الشارع منذ قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر.
توسعة الحوار
قال د. عبد الرحمن أبو خريس، أستاذ السياسات الخارجية في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في حديثه لـ(الصيحة): إن الحراك السياسي الآن يذهب تجاه تسوية سياسية، وأضاف: بالتالي فإن أي ميثاق أو مبادرة تعمل على إقصاء وتجاوز المكوِّن العسكري في المرحلة القادمة سوف تكون بعيدة عن اتجاه الحل، بل بعيدة عن أرض الواقع نسبة إلى أن العسكر شركاء في الفترة الانتقالية التي تتسم بالواقعية، لكن في المقابل يرى أن ميثاق سلطة الشعب فرص نجاحه تتمثل في ذهابه في اتجاه ترتيب وتنظيم الشارع وقيادته حتى تستطيع المبادرات أو الجهات الساعية للحل من أن تجد قيادة واضحة وموحَّدة، وأشار إلى أن الميثاق قد يساهم في كسر الجمود، بالبحث في إطار البعد الوطني الكلي وبما يتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، وتوسيع رقعة الحوار للوصول إلى تقارب بين كل المكوِّنات المتصارعة التي تفضي إلى حلول للأزمة.