الخرطوم : الصيحة
يُعدُّ ألم الذبحة الصدرية مقلقاً لدى مصابيه في أحيانٍ كثيرةٍ كونه يرتبط باحتماليَّة الإصابة بالنَّوبة القلبيَّة، ما يدعو العديدين لتوقّع الإصابة بنوبةٍ قلبيةٍ بمجرَّد إصابتهم بألمٍ في الصَّدر. لكن ليس في جميع الأحوال يكون هذا الألم ناجماً عن مرض في القلب. فهناك العديد من الاحتمالات الَّتي قد تكون السَّبب وراء الإصابة بهذا الألم.
تعرف الذَّبحة الصَّدريَّة بأنَّها شعورٌ بالألم أو عدم الرَّاحة في الصَّدر، وقد يكون هذا الألم بسيطاً في بداية الأمر ثُمَّ يتفاقم، أو قد يبدأ بشكلٍ مفاجئٍ وشديدٍ. لكن الكشف عنه مبكراً يُساعدُ في الوقاية من حدوث نوبة قلبيَّة.
إمداد ضعيف للدَّم
يحدث الألم أو عدم الرَّاحة الخاصَّين بالذَّبحة الصَّدريَّة عندما يقلّ إمداد الدَّم الغنيَّ بالأكسجين للخلايا العضليَّة للقلب. وعادةً ما يحدث هذا الألم نتيجةً لتصلُّب وتضيُّق في الشرايين التي تمدُّ القلب بالدَّم، ما يمنع الدَّم المحمَّل بالأكسجين من الوصول بشكلٍ كافٍ إلى القلب.
ويكون ألم الذَّبحة الصَّدريَّة على شكل ضيُّق أو ثقل في الصدر، وقد ينتشر هذا الألم ليصل إلى العنق أو الظَّهر أو الفكِّ أو الكتف الأيسر. وعادةً ما تحث النشاطات الجسديَّة والضُّغوط على الإصابة بهذا الألم، والذي عادةً ما يستمرّ لدقائق معدودةٍ فقط. ويعرف حينها بهجمة (أو نوبة) الذَّبحة الصَّدريَّة.
ويُعدُّ مرض الشَّريان التَّاجيِّ أكثر الأسباب الشائعة للإصابة بالذَّبحة الصَّدريَة ويحدث بدوره عبر تصلُّب الشَّرايين، والَّذي ينجم عن تراكم الرَّواسب الدُّهنيَّة داخل الشرايين. فالذَّبحة الصَّدريَّة تحدث عندما يتضيَّق أو ينغلق أحد الشَّرايين التَّاجيَّة.
وعلى الرَّغم من أن الذَّبحة الصَّدريَّة غالباً ما تصيب الذكور وخصوصاً في منتصف العمر أو أكبر، فهي قد تصيب النساء والأطفال -أيضاً- من مختلف الأعمار.
أسباب الذبحة
تنجم الذَّبحة الصَّدريَّة عن تصلّب أو تضيُّق في الشَّرايين، ما يحدُّ من وصول الدَّم، والذي يكون غنياً بالأكسجين، للقلب. فالقلب، حاله كحال جميع أعضاء الجسم، يحتاج للأكسجين للتَّمكن من أداء وظائفه بفعالية.
ويذكر أن الدَّم يصل إلى القلب عبر شريانين كبيرين وهما: الشِّريانين التَّاجيَّين. فمع مرور الوقت، تتراكم الرَّواسب الدهنيَّة في هذه الشَّرايين في عملية تعرف بتصلب الشَّرايين. ويحدث مرض الشرايين التاجية عندما يتوقف أو يتقطع إمداد الدَّم إلى القلب نتيجة لتراكم الرَّواسب المذكورة.
وعادةً ما تظهر أعراض الذَّبحة الصَّدرية عند القيام بمجهودٍ بدنيٍّ أو التَّعرض لضغطٍ نفسيٍّ، أمَّا في حالات الاستراحة، فإنَّ عضلة القلب تكتفي بالقليل من الدّم لتعمل بشكلٍ جيدٍ. فإن تضيَّقت الشَّرايين التَّاجيَّة، فإن مقدار الدم الذي يصل إلى القلب يقلّ، وبالتالي يحتاج الشخص للمزيد من الدم للتمكن من تغطية حاجة الإجهاد الناجم عن الضّغط النَّفسيّ أو المجهود البدنيّ، ما يؤدي إلى الإصابة بأعراض الذَّبحة الصَّدرية.
علاج الذبحة
يهدف علاج الذبحة الصدرية بشكلٍ عامٍ إلى تقليل عدد هجمات الذّبحة الصَّدريَّة والتَّخفيف من أعراضها والتقليل من احتمالية الإصابة بالنَّوبات القلبيَّة. وهناك العديد من الأدوية المستخدمة لهذا الغرض، منها ما يؤخذ بشكل منتظم ومنها ما يؤخذ عند اللُّزوم، أما إن لم تجد الأدوية، فقد يكون على المريض الخضوع إلى الجراحة.