*تقول الرواية إن مدينة كانت تعيش في أمن وسلام، ويحكمها رجل حكيم وعادل له قلب حنون على شعبه، يتفقدهم بين الحين والآخر لمعرفة مشاكلهم وقضاياهم والسعي لحلها عبر مستشاره الذكي ووزيره “الغبي”.
*مستشار الحاكم كان ذا بصيرة قوية ومنطق شجاع وله بلاغة اللسان وحجة البيان، وعكس هذه الصفات كانت لدى الوزير الذي كان يحقد على المستشار ويحاول مراراً التقليل من شأنه أمام الحاكم وبعض سادة القوم.
*دخل إلى هذه المدينة أربعة من قطاع الطرق بثوب التجار، بعد أن جمعوا الكثير من الأموال بسرقتهم وقطعهم الطريق في الكثير من المناطق.
*كان التجار أذكياء بحيث أنهم تقربوا أكثر للوزير بعد أن عرفوا حقده على المستشار، وقدموا له الهدايا الثمينة لإغرائه بالاقتراب منهم حتى تمكنوا من قلبه قبل عقله.
*أصبح الوزير ينصت لحديثهم وينفذ الكثير منه وساعدهم في شراء الكثير من الأراضي الزراعية والمحلات التجارية في المدينة الآمنة حتى أصبحوا قوة اقتصادية لا يستهان بها.
*نجح الوزير في تقديم التجار “اللصوص” للحاكم باعتبار أنهم سيفيدون مدينتهم وينعشوها تجارياً، فكانت هدية التجار للحاكم سيفاً من الذهب الخالص ومجوهرات غالية الثمن.
*رد الحاكم هديتهم بعد حديث المستشار معه، حيث قال له إن مثل هذه الهدية لا يمكن تكون من تجار يسعون للربح قبل الخسارة، وربما يكون وراء هولاء الرجال قصة لا يحمد عقباها للمدنية وحاكمها.
*عرف التجار بأن السبب في رفض هديتهم كان من المستشار فدبروا له المكيدة وقتلوه وفعلوا كذلك مع الحاكم ليصبح الوزير هو الحاكم واللصوص هم وزراؤه وقادته في الحكم.
*كان التجار يديرون البلاد حسب أهوائهم دون أن يدري الحاكم بما يحدث في دولته، وعاثوا في الأرض فساداً وطغياناً حتى كرههم أهل المدينة، وبدأ التململ يتسرب إليهم من جبروت جنود المدينة الذين يأتمرون بأمر الوزير الأول “كبير اللصوص”.
*بعض شباب المدينة بدأ في التعبير عن رفض حكم الغرباء لمدينتهم باختطاف بعض الحراس وقتل البعض الآخر في الشوارع العامة، وظل عدد هولاء الشباب يزداد يوم بعد آخر حتى أصبحوا قوة ضاربة أثارت البلبلة في أركان الدولة الصغيرة.
*انتشر خبر المقاومة الشبابية في أرجاء المدينة وكانوا في كل يوم يزدادون عدداً وانضم إليهم بعض العاملين في قصر الحاكم، وكبرت المقاومة من الداخل والخارج حتى جاء يوم ازدادت فيه الاحتجاجات ووصلت لدرجة قذف الجنود بالحجارة في الشارع العام.
*في ذاك اليوم خرج كل أهل المدينة قاصدين قصر الحاكم وقابلوا الموت في طريقهم من جنود المدينة ولكن إرادتهم كانت كبيرة ونجحوا في اختراق القصر وقتل الوزراء “اللصوص”.
*انتفاضة الشعب كتبت النهاية لقطاع الطرق الذين لبسوا ثوب التجار ومنها عباءة السياسة ولكنهم قتلوا جميعاً بوعي شباب المدينة الذين رفضوا الظلم والقهر من أشباه السياسيين.
* حكاية تشابه الواقع في الكثير من البلدان، وفي بعضها لا زال التجار يحكمون.