لماذا (الدعم) ؟!
بِتُّ اكثر اقتناعاً بموضوعية استفهامات الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي حول مغزى التركيز على شيطنة واستهداف قوات الدعم السريع بكيل إضافي وراتب بل ومتزايد دون بقية المنظومة الأمنية؛ والتي يبقى استهدافها نفسه سلوكاً ينُم عن نوايا سيئة ومبيّتة لتقويض تماسُك الدرع الحامي للبلاد وأهلها غض النظر عن شكل وأنساق الخلافات السياسية التي قد توغر صدور البعض فلا يمايزون في فرز الألوان والمواقف أو حتى الأسس المنطقية لقياس حالة القبول والرفض لمؤسسات قومية ذات أدوار عظيمة لكيانات مثل القوات المسلحة والشرطة والأمن.
الدعم السريع كذلك وهذه حقيقة، تسقط ظلاً بعيداً في الميدان والشوارع من أي احتكاكات بالاحتجاجات والاحتكاكات قبل 19 ديسمبر 2019 وبعدها، بل توجد أقوال وخطابات موثقة ومنشورة لقائدها آنذاك (محمد حمدان) أكد فيها أن قواته لا شأن لها بالتعامل مع احتجاجات مدنيين وأظنه ذكر ذلك في حفل تخريج لإحدى الدفعات، وهو ما أتبعه بحديث تلفزيوني على فضائية سودانية 24 في برنامج حال البلد وكرره قبل التغيير الذي تم بيوم أو يومين بأحد المعسكرات بأطراف الخرطوم، وسبق فيه بذلك بياني الشرطة والأمن الصادرين يوم (10) أبريل أو (9) 2019، وكلها أحاديث معلنة.
وبحديث واضح وصحيح أن قوات الدعم السريع انتشرت بكثافة قبل يومين من التغيير، وصارت من ضمن توزيعات القوة المشتركة حول القيادة العامة التي تدار بالاشتراك بين كل الفصائل الأمنية المتنوعة، وصحيح أن حادثة فض الاعتصام ومع الضحايا الذين سقطوا فيها والشكل الفاجع لها يطال ذنبها الجميع، لكن الشاهد أن قيادة الدعم السريع سارعت بالتحقيق وحبس من تعتقد أنهم تجاوزوا مخطط العملية الأساسي في كولومبيا وهو فعل ينم عن شجاعة وعبور فوق التحيزات الوظيفية وهذه نقطة تحسب لهم مؤسسة وقيادة.
يبقى تبعاً لهذا السؤال الأهم لماذا التركيز على فصيل واحد و(الدعم) وبنهج شيطنة مستمر يتذرع بهدم تلك القوات ومحاولة زرع الفتنة بينها والشارع العام، بل بينها والمنظومات العسكرية الأخرى؟ والإجابة هي أن تلك القوات فيما يبدو مانعة صواعق تهتم جهات كثيرة بإخراجها من المسرح لأنها كانت عامل توازن قوياً ووقاية من حدوث أي فراغ بخروجها أو تكسيرها سيمنح آخرين تمدداً وأنشطة قد تغير معادلات المشهد برمته؛ وصدقوني إن حدث هذا، فالدعم السريع سيكون أول الخاسرين؛ وأقلهم ندماً؛ وأخشى أن يبكي وينوح من شيطنوه وحرضوا عليه.