هل تستجيب القوى المدنية لدعوة “حميدتي”؟
هل تستجيب القوى المدنية لدعوة “حميدتي”؟
الخرطوم: صبري جبور 28 سبتمبر 2022م
ترتفع آمال الكثيرين في تكوين حكومة مدنية كاملة الدسم بغية تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة في (الحرية، السلام، والعدالة)، في وقت دعا خبراء ومحلِّلون سياسيون بأن تفضي المبادرات الوطنية التي طرحت لحوار شامل لحل أزمة البلاد، وذلك عبر اتفاق وتوافق بين المكونات السودانية المختلفة، بجانب العمل، العمل على إيجاد حلول للفترة الانتقالية وصولاً للانتخابات ليختار الشعب من يحكمه، ظل المكوِّن العسكري في لقاءات مختلفة يدعو القوى المدنية لتقديم تنازلات وطنية للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وآخرها تصريحات حميدتي عقب استقباله مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، آنيت ويبر، إذ وجدت ترحيباً من خبراء ومحلِّلون باعتبار أن الدعوة لتقديم تنازلات خطوة إيجابية تصب في اتجاه تكوين الحكومة المدنية المرتقبة.
تقديم تنازلات
دعا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الأطراف كافة إلى تقديم تنازلات وطنية للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وجدَّد تأكيد التزام المكوِّن العسكري بالانسحاب من العمل السياسي وتكوين حكومة مدنية.
وأكد حميدتي، عقب استقباله مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، آنيت ويبر، (الاثنين)، أن المكوِّن العسكري ملتزم بالانسحاب من العمل السياسي، وحث الأطراف كافة على تقديم تنازلات وطنية للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مشيراً إلى ما سمّاه أهمية دعم الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في السودان، لا سيما ما يتعلق ببند الترتيبات الأمنية، ودعا المسؤولة الأوروبية إلى عدم ربط العون الإنساني والتنموي بالتطوُّرات السياسية بالبلاد.
طريق الحل
اتهم القيادي بقوى الحرية والتغييرـ الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، عادل خلف الله، المكوِّن العسكرى، بالوصول بالبلاد إلى وضعها الراهن، سيما بعد قرارات 25 أكتوبر، التي أفرزت مآلات وتغييرات في المشهد السياسي السوداني.
وقال خلف الله في تصريح لـ(الصيحة) أمس: إن دعوة العسكر للقوى السياسية لتقديم تنازلات هو يبعد جوهر الأزمة وطريق الحل، وأضاف : ” لأن الانقلاب هو المتسبب في هذه الأوضاع واستمرار الرفض الشعبي لنحو الـ(10) أشهر، وتابع كل ذلك يؤكد وجود إرادة شعبية رافضة للسلطة الحالية، وشدَّد خلف الله، على ضرورة تسليم السلطة إلى المدنيين من أجل الاستقرار والخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
توافق سياسي
وفي الاتجاه ذاته قطع عضوا مجلس السيادة من المكوِّن العسكري الفريق أول شمس الدين كباشي والفريق أول ياسر العطا، بوقوفهما على مسافة واحدة من المبادرات المطروحة لحل الأزمة السياسية، بالقول: (المؤسسة العسكرية ليست ضد أو مع أي من المبادرات المطروحة، وهي تدعو القوى السياسية للوصول لاتفاق بأسرع ما يمكن).
جاء ذلك لدى اجتماع كباشي والعطا في القصر الرئاسي أمس، مع المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، والمبعوثة البريطانية للقرن الأفريقي والبحر الأحمر سارة مونتغومري، كل على حدة.
وأكد كباشي والعطا للمسؤولين البريطانيين دعمهما لجهود الآلية الثلاثية والمبادرة الرباعية الراميتين لتيسير سبل الوصول إلى توافق سياسي في البلاد.
خطوة إيجابية
من جهته رحَّب الخبير د. محمد أبو السعود، بتصريحات نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وقال: إن دعوته للقوى المدنية بتقديم تنازلات من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، بالخطوة الإيجابية، وهي تصب في مساعي الوصول إلى حكومة مدنية تقودها كفاءات وطنية مستقلة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة، وإحلال السلام والاستقرار في كافة ربوع السودان.
وقال أبو السعود في تصريح لـ(الصيحة) أمس: إن الأوضاع بالبلاد تسير نحو طريق محاط بالأشواك، فضلًا عن الماطمع الخارجية، مشدِّداً على ضرورة تجاوز المصالح الشخصية والجهوية والمناطقية والتركيز على المصلحة الكلية للبلاد، لافتاً إلى أن الجلوس في طاولة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر دون اقصاء يمهِّد إلى توافق وطني يفضي إلى تحقيق الهدف المنشود في السلام الشامل والعدالة وتحقيق الأمن والاستقرار.
رؤية مشتركة
وأعتبر المحلِّل السياسي محمد معتصم حاكم، تصريحات (حميدتي) “كلام عقل وحكمة”، داعياً القوى المدنية لا سيما المتشدِّدة منها إلى التنازل من أجل مصلحة الوطن والمواطن والوصول إلى رؤية مشتركة تمهِّد لتكوين حكومة انتقالية مدنية مستقلة ذات مهام محدَّدة، وقال: ” أخشى ما أخشاه أن يتدخل الجيش ويحسم الأمر بتكوين حكومة انتقالية”.
وأشار حاكم في تصريحات لـ(الصيحة) أمس، إلى أن البلاد أصبحت مهدَّدة بالتقسيم من دول الطامعة في خيرات وثروات السودان، فضلاً عن انتشار خطاب الكراهية وسط المجتمع، الأمر الذي يثير مخاوف الجميع من مآلات الانزلاق والتشرذم خلال المرحلة المقبلة.