28 سبتمبر2022م
بدعوة من إعلام وزارة النقل والسكة الحديد حضرت أمس، الاحتفال بتدشين تشغيل القاطرات الجديدة وعددها (30) قاطرة، وشرَّف الحضور عضو المجلس السيادي الانتقالي إبراهيم جابر، إضافة إلى حضور كل من: وزير النقل هشام علي أحمد أبوزيد، ومدير عام السكة الحديد وليد محمود أحمد.
حقيقة لا أعتبر نفسي غريباً عن السكة الحديد أو عن وزارة النقل لأني بحكم عملي الصحفي والاهتمام كنت لصيقاً بكل تفاصيل مرافق النقل المختلفة وتحديداً تلك التي لها علاقة بمدينة بورتسودان التي نشأت فيها والتي تحتضن ميناء السودان الرئيس، ولهذا اندهشت جداً لنجاح مشروع إضافة قاطرات جديدة للسكة الحديد في ظل هذه الظروف السيئة التي يمر بها السودان، ولهذا لا أبالغ أن قلت إنه أكبر مشروع ينفَّذ منذ قيام الثورة المجيدة في ديسمبر 2018م، ولا أبالغ أن قلت إنه الأبرز على الإطلاق والسكة الحديد تنجح في إضافة عدد كبير من القاطرات (34) قاطرة رغم قلة المال وضعف الاقتصاد .
وما أضر بالسكة الحديد -سابقاً- تجاهل حكومة الإنقاذ لها وتفضيل النقل البري عليها ودعمه لتفتح الباب واسعاً لاستثمارات ضخمة في النقل البري لتظهر شركات نقل مثل عابرة وغيرها الكثير المثير في الوقت الذي كان ينبغي لحكومة النظام البائد أن تبدأ بالسكة الحديد لتقليل تكلفة النقل وتنتقل إلى تقوية الموانئ البحرية ثم تتوجه إلى النقل البحري.
لكنها وأدت كل تلك المؤسسات الضخمة ومعها الخطوط الجوية السودانية بسياسات فاشلة فساهمت في تدمير اقتصاد السودان تماماً.
من خلال حفل التدشين الذي أقامته وزارة النقل لمست مدى فرح عمال السكة الحديد بالحدث المهم (عمال الدريسة) و(الزياتين) و(المحولجية) و)(الفنيين) و(المهندسين) وهم كثر كانت ولا تزال لهم بصمات واضحة في مسيرة السكة الحديد، كما لمست بصدق همة عالية لمدير عام السكة الحديد ولوزير النقل لتحقيق شئ ملموس في فترة تاريخية حرجة جداً من تاريخ السودان، السوءات فيها أكثر بكثير من الإشراقات.
ومثل هذا العمل وفي ظل هذا السوء العام الذي يسود البلاد ما كان ليتحقق لولا إصرارهما على تنفيذه.
صحيح إن القاطرات أصبحت جاهزة للتشغيل، ولقد ذكر مدير عام السكة الحديد بوجود خطة للتشغيل، ولكن هل هنالك عربات كافية (ركاب وبضاعة) لنشاهد قطارات جديدة وخطوط جديدة؟
لقد قامت السكة الحديد وفي عهد الوزير الأسبق مكاوي بتغيير كل الخطوط من فلنكية إلى خرسانية لزيادة سعر القطار وكان هنالك اتفاق مع شركة صينية لصناعة قطاع بورتسودان الخرطوم وعلى ما أظن تم دفع جزء من مقدَّم عقده وكان مكاوي نفسه قد أعلن في مؤتمر صحفي -حضرته- بأن القطار سيتم تدشينه في 2020م، فما مصير مثل هذا الاتفاق وهل فكرة تسيير قطار ركاب من الخرطوم إلى بورتسودان والعكس قائمة أم لا؟
السكة الحديد يفترض أن تكون أهم مشروع لأي حكومة ولتكن تلك القاطرات الجديدة البداية للعمل جميعاً وإعادتها لسيرتها الأولى.