الطرفة الأولي:
يقول الفنان عبد العظيم حركة، انه كان قد دأب عند الزيارات الفنية للأقاليم أن يسارع بالسؤال عن أسماء أشهر الأحياء والحارات في تلك المدينة وعندما يأتي المساء ويبدأ الحفل يستهل وصلته برمية حرة بمصاحبة الكمنجات يحشر فيها أسماء تلك الأحياء مطرياً إياها مما يؤجج حماس الجماهير وتدوي أصداء التصفيق والصياح والصفافير وتنفتح شهيتهم للغناء إلى أن زار يوماً إحدى مدن غرب السودان، فوجم ساعة عندما علم بأن أسماء الحارات مما تنبو الأذن عن سماعه لغرابته ولكنه قبيل الحفل أخذ في الحداء برميته المعتادة
والتي جاءت على النحو التالي:
إن داير الأدب
فى “خرطوم بالليل” تلقاهو
وإن داير الغزل
في “سكر شتت” تلقاهو
وإن داير الجمال
في “خور فطيس” تلقاهو
الطرفة الثانية
الطرفة التالية رواها لنا الشاعر والناقد الفني الراحل سليمان عبد الجليل عن احد الفنانين الأميين ونمسك طبعاً عن ذكر اسمه، فإنهما يوماً كانا في جلسة خاصة وأمامهما المذياع إذ سمعا المذيع وهو يقول: نستمع الآن الى أغنية (عبدة) كلمات عمر بن أبي ربيعة لحن واداء خليل فرح ، فقال الجليس الأمي لسليمان عبد الجليل: “إنت يا سليمان عمر بن أبي ربيعة ده من ناس وين”؟ فتعجب عبد الجليل أشد العجب ولكنه أجاب ضاحكاً: من ناس بحري: فقال: يا خي إنت تعرفو)؟ فقال سليمان: ما بعرفو كيف؟ فاستحلفه الفنان وألح عليه أن (عليك توديني ليهو تكلمو يتعاون معاي).