** يعجبني القول المتفائل الذي يشير دائماً بالعبارة الجميلة (من هنا نبدأ).
لمن لديه شك في التفاؤل، فإنه يحولها إلى سؤال مشروع باستهلالها بصيغة السؤال (هل)، ونسأل الله أن تكون بدايتنا خيراً بعد إعلان الاتفاق الأخير.
** ظننتُ وأنا خارج السودان أنني الوحيد المتشائم، ولكن ويشهد الله، فقد وجدتُ حزب المتشائمين هو الأكبر، لاسيما بعد أن ظهرت بعض حالات الرفض والجدل حول النتائج المعلنة والتي ننتظر إعلانها رسمياً والاحتفال بتوقيعها، والمؤسف أن معظم الرافضين ممن كنا نحسبهم من أهل الثورة.
** قلتم مدنية، وها هي المدنية، وقلتم حكومة كفا،ءات ويجري إعداد قائمتها، وقلتم أغلبية مدنية في السيادي وهي كذلك، إذاً لماذا الخلاف وتشتيت روح الفرحة والجدل يا أهل بيزنطة؟
** دعونا ننتظر الخطوات التمهيدية لسودان جديد، ودعونا نحلم بالبنبنيهو يوماتي، كما أنشدنا مع الراحلين محجوب شريف ومحمد وردي، ودعونا ندخل الامتحان النهائي لسودان تعمه الديموقراطية والقانون والتسامح.
** أراها واحدة من الفرص العديدة التي يبعثها الله لوطننا، وربنا كريم يجدد لنا الفرصة تلو الأخرى لعلنا نتعلم فإن أضعنا هذه ولم نلملم الجراح وصيوانات الاحتجاج والاعتصام والعزاء ونقبل على العمل والإنتاج والتحصيل العلمي لتعوبض شهور راحت، فإن الله قد يجعل كيدنا في نحرنا، ويكلنا إلى أنفسنا وعندها فقد تتكرر العبارة الشهيرة “ضيّعناك وضعنا معاك يا عبود وحليل نميري”.
** نود أن نكون كمن لا تهزه الهزائم والنكبات ولا تبطره النجاحات والانتصارات، ونتجاهل عبارات الهزيمة بأن هذا مع الثورة، وهذا مع النظام البائد وهذا معنا، ويمضي معنا وذاك يذهب، وكأننا ننسى أن بلدنا هش جداً، وما أسهل الخلاف، بل ما أسهل الخصومة الفاجرة، بل ما أسهل أن نتحسس مكان سلاحنا لتصفية الخلاف، وفش الغبينة والعياذ بالله.
** لو نجحنا وتجاوزنا المرحلة بالكثير من الوفاق والاتفاق وقبول الآخر وطبقنا شعار الثورة حرية سلام وعدالة لغيرنا وليس لنا وحدنا، عندها سأكون أول من ينفض يده من حزب المتشائمين وأنضم للمتفائلين الذين كانوا أقلية ويصبحون أغلببة.
** لنُجرِّب خلال الأيام القليلة القادمة أن نتفق لمواجهة المخذِّلين المشائين بالنميمة جماعة الوسواس الخناس الرافض لنا الفرحة بما تحقق، وأن نُسكتهم قليلاً حتى نجني ثمار الشهور وتعويض خسائر الأرواح الغالية والساعات والأيام وخفض الإنتاج وتعطيل الدراسة، نطرب ونغني للوطن، ونسعد بالنتائج، فهل أنت معي كما غنّى المرحوم عبد العزيز داود.
** نقطة نقطة **
** سأكتب قريباً عن أنديتنا وأندية العالم القريب والبعيد بعد الساعات الخمس التي قضيتها أول أمس بنادي الزمالك العريق، ورأيت نادياً أخر غير الأندية الأخرى التي أعرفها ومنها ناديا الزمالك والأهلي.
** ذكرت لصديقي الأستاذ عبد الرحمن رشاد، مدير الإذاعة المصرية الذي رافقني في رحلتي الذهاب والعودة إلى تونس حيث تم تكريمه ضمن المكرمين بخمسينية اتحاد الإذاعات العربية، ذكرت له شيئاً عن الرياضة المصرية والزمالك، وسألني متى آخر مرة زرته، وأجبته قبل سنوات وعرض علي زيارته ولقاء المستشار، وهو ما يشيرون به للأستاذ مرتضى منصور وقلت يا ريت.
** أبلغني بأن المستشار في انتظارك في الخامسة مساء الخميس، ذهبت في الموعد وأمام البوابة وهي واحدة من عشر بوابات، وجدت لا أحد يقترب إلا حاملي بطاقات العضوية، ووقفت حافلة هبط منها عشرات بزي شبه عسكري وعليهم ديباجة تشير إلى أنهم وحدة أمن الزمالك، واقتربت من الواقفين أمام البوابة وبصوت هامس أجبته باسمي وأن لي موعداً مع السيد مرتضى منصور، ونظر إلي بعضهم نظرة سؤال أنت
وكأنما مين أنت؟
** جلست جانبًا، ولم أسمع إلا يا كمال بيه مكررة، ولم أظن أنني المقصود حتى اقترب مني بالقول بأن المستشار ينتظرك ورافقني اثنان لمقر المستشار وبوابة ومصعد وفي كل مرة أهلاً يا كمال بيه، حتى وجدتُ نفسي وجهاً لوجه مع المستشار، ورحّب وتحدث عن السودان وثورة السودان بنفس أسلوبه المعروف، وكان المكتب مليئاً بأصحاب الطلبات والرياضيين وكان يستلم أوراقهم ويعلق عليها بعد شوية من مداعبات المصريين ويلتفت إلي ويسألني عن السودان .
**كانت كاميرتان معدتان كأنما في استوديو لم أعرف الحقيقة إلا ونحن نتجول مع المستشار في النادي وعلى الشاشات كل شيء منقول على الهواء.
وفي ختام الجولة جلس أمام حديقة، والتف حوله الأطفال لالتقاط الصور، وكان سعيداً بذلك، وقال مرافقي رشاد بأن هذا برنامجه اليومي.
** نعود لما بدأنا به عن التغيير الهائل في الزمالك والذي ذكرت أنني لم أجد له مثيلاً، فالنادي كأنما زيدت مساحته، وكثرت مرافقه ومسابحه وحدائقه وكل الصالات والحدائق والمرافق بأسماء رموز النادي في كل المجالات.
** المساحة المخصصة للعمود انتهت، ولكن لم ينتهِ الكلام عن الأندية الحقيقية، وقد أواصل الأسبوع القادم إن كان في العمر بقية.