22سبتمبر2022م
- لعلّ من أجمل ما أتحفنا به الأديب العالمي السوداني الراحل الطيب صالح، روايته الخالدة (موسم الهجرة إلى الشمال)، فبصراحة لم يترك كل نُقّاد الأدب الروائي هذه الرواية وشأنها، فأسرفوا في الحديث عنها ولم يتركوا شاردةً ولا واردةً إلا وكانت تحت منظار وتدقيق النقد الأدبي لتصنف من بين أفضل مائة رواية في العالم، كما اعتبرتها الأكاديمية العربية في دمشق بالرواية الأفضل في القرن العشرين، وإذا أخذنا اسم الرواية “حرفياً” موسم الهجرة إلى الشمال نجده الآن مُطبّقاً تماماً وكأن الطيب صالح قد تنبّأ بهذا الشئ الذي يحدث الآن قبل عقود من الزمان.
- كنا نشهد سابقاً هجرة الشباب وخريجي الجامعات إلى الخارج سواء دول الخليج أو أمريكا وكندا وأوروبا، ولكن الآن أضحت الهجرة عائلية أو كما نقول بالدارجي (بالحجم العائلي) وبالتحديد الى الشقيقة مصر، حيث العلاج والتعليم والمعيشة الأفضل إذا ما قارنّا هذه الأشياء الأساسية بما يوجد في السودان.
- وإذا كانت الهجرة إلى مصر والخليج أو أوروبا أو حتى غيرها من المناطق فهي كلها تقريباً تأخذ اتجاه الشمال الجغرافي ولكن ليس في موسم واحد هذه المرة، فكل المواسم أصبحت تدعو المواطن السوداني المغلوب على أمره في الهجرة صوب الشمال!!
- كل الفئات العُمرية رجالاً ونساءً وأطفالاً ومُراهقين أصبح بلدهم السودان طارداً لهم وبالإكراه يرغمهم على الخروج، فلا حاضرٌ موجودٌ ولا مستقبلٌ ينتظر من هكذا وضعٍ، فَقَدَ فيه الجميع الأمل!!
والسادة السّاسة الكرام حدِّث ولا حرج (كلٌّ يغني على ليلاه) فنفوذ وجاه السُّلطة في الأصل غريزة شيطانية، خُصُوصاً إذا تَخطّت حدودها العادية لدى الإنسان فيصبح مُجرّداً من الأحاسيس لا يرى سوى نفسه.
- أغلب مرتادي النادي السياسي في السودان مرضى نفسيون يحتاجون أولاً للعلاج قبل الولوج الى عالم السياسة وممارستها.. وبسبب مُمارساتهم العرجاء أصبح المواطن السوداني ما بين المهاجر والفاقد للمنطق!!
- بلد الخارج منه مولود والمتواجد به مفقود.
- ● ألا رحم الله الموسيقي المبدع “أحمد عليم بشير” الشقيق الأكبر لكاتب هذه الزاوية الذي وافته المنية وهو في عز الشباب متغرباً في بلاد المهجر، الذي أبكى الصغار قبل الكبار.. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والعتق من النار وأن يُعوِّض شبابه الجنة.. نقول فقط ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).