محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة بأهل الله والعلم وجسور العبور (5)
(جواهر) و(حنان بلوبلو) وحمادة والعضلات
محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة بأهل الله والعلم وجسور العبور (5)
(جواهر) و(حنان بلوبلو) وحمادة والعضلات
أهداني الأستاذ (حسن عباس النور) وهو معلمٌ سابق ومترجِم بالمملكة العربية السعودية وناشط إسفيري ومتابع لمقالاتي الأخيرة عن (مصر المؤمنة) مجموعة فيديوهات اقتبست منها (عظم) هذا المقال وفكرته….
(حمادة) أغنية للفنانة (جواهر) من ضمن ما أرسله أستاذ حسن ترقص عليها باكتافها وأردافها، أما (حمادة) الذي أعنيه هنا فهو أحد نجوم (Physio Peak) المتلألئة والبرّاقة… شاب محترم ومؤدب جداً، وهو تقريباً المسؤول عن احتياجاتنا الطبية والعلاجية وغيرها في سكن المركز وهو الأكثر احتكاكاً بغرفتي حيث يواظب على حقني بالدواء كل صباح ومساء……
أثناء استعداده للحقن مساء اليوم ضغطت على الهاتف فانطلق صوت جواهر (حمااااااادة) فقال ضاحكاً: (دا إيه دا يا عمي محمد) إنت بتسمع جواهر… (والله بحبك موت) حقيقة حمادة يستحق كل الحب والاحترام، أما الرقص بالأكتاف وحركتها فهو موضوع تماريني هذه الأيام ويالها من مسألة في غاية الصعوبة لمثل حالتي والمرض عموماً فرصة للتأمل (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) فرمشة العين البسيطة هذه تحدُث عبر عمليات معقدة في عضلات الجفون والوجه وتفاعل مع كمية من الخلايا العصبية والإشارات…
ومن العجائب أن (الغناء) والهمهمة تخفّف من حدة تشنجات العين (سبحان الله) نسأل الله أن يكون مرضي هذا فرصة للتأمل والسكون وأجر عظيم.. إعادة جفن العين في حالتي هذه يحتاج تمارين وجلسات كهرباء ودلك ومساج ووو…. هذا فقط لترمش العين بشكل طبيعي كما قدر لها الله الخالق العظيم فما بالك بجسم نصفه مشلولاً والحمد لله… فعندما أرى الحالات في مركز (Physio Peak) أحمد الله كثيراً على النعم التي أتمتع بها… وما يثير استعجابي أن هذه الحالات تعود بعد مجهود سنوات وصبر طويل أقرب لما كانت عليه، وهناك خلايا عصبية تنشط وتتجدّد بالمران والتعلُم وقد لا تصدق أن الإنسان يولد بـ80 مليون خلية عصبية، ولا أدري كم من (الأعصاب تبوظ) في قول (حنان بلولو) (حمادة بابو جنب بابنا حمادة بوظ أعصابنا)، وحنان بلوبلو تقريباً هي أول مغنية راقصة واستعراضية في السودان…. نقلت (رقيص العروس) وهز الوسط والأكتاف والأرداف من الخاص إلى العام على الهواء الطلق ولاقت رواجاً وجمهوراً عريضاِ وشهرةً واسعةً.
ولاسم حمادة مع المغنيات حكايات وحكايات أغربها (حمادة بت)… ولذلك يجب على الجميع (مسك أعصابهم) لأن (بوظان الأعصاب) يكلِّف الكثير..َ.. ولا أدري هل تعلم بلوبلو أو جواهر أو حتى (فيفي) كم عدد العضلات والخلايا العصبية والإشارات الكهربائية التي تحتاجها لـ(هزة وسط) واحدة فقط..
دعونا من هذا ولنعد لعنوان هذه السلسلة المأخوذ من قصيدة البرعي (مصر المؤمنة) والتي توسل فيها بالأولياء والصالحين بعد أن شكر الله وأثنى حامداً في السيدة زينب وسيدي الحسين وغيرها ونربطه بأشهر أغنيات (محمد عبد المطلب):
(ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين
وعشان أنول كل الرضا يوماتي أروحله مرتين
من السيدة لسيدنا الحسين)…
وحب (عبمُطلب) هنا لم يخرج عن الأكتاف والأرداف والوسط ما ظهر منه وما بطن… وانتقل بنا الشيخ البرعي للحب في معناه الأوسع والأشمل حب الله ورسوله والمؤمنين متمثلاً في رحلته للاستشفاء بمصر المؤمنة بأهل الله وداعياً المولى عز وجل بـ:-
ندعوك بالأربعة والكتب الأربعة
والسور المية والعشرة وأربعة
بالملائكة الستة والكرما الأربعة
بنبينا محمد والخلفاء الأربعة
والستة البعدهم والأئمة الأربعة
والفقهاء السبعة وأقطابنا الأربعة
أوتاد الأرض في القبل الأربعة
الأبدال والنقباء العشرة في أربعة
احفظ جوارحي الثلاثة وأربعة
وتجافي المضجع جنوبنا الأربعة
زيل مرض الجسم في طبايعو الأربعة
بارك أسبوعنا لي يوم الأربعاء
أيام السنة التسعين في أربعة
وبحورنا السبعة وأنهارنا الأربعة..
ثم يُعدّد الأولياء والصالحين بمصر قائلاً:
لا تجهل أمرهم في مصر مقرهم
هم أهل البيت الواضح سرهم
زورهم بمحبة تشرب من درهم
وأبذل أموالك لجناهم برهم
دايماً واليهم لتنال من برهم
سيدي الحسين الناثر درهم
ابن الحنفية ومحمد بدرهم
والقصيدة طويلة ضمّت كل الصالحين والصالحات الذين رقدوا بأرض مصر الطاهرة رحمنا الله وإياهم جميعاً وعجّل بالشفاء التام ولا أنسى أن أدعو لأخي المهندس عبد العظيم عمر المقابلي بالشفاَء العاجل وأنصحه (الأخذ بالأسباب) ومصر أحسبها جسراً من جسور العبور و(سبباً) من الأسباب والأمر لله من قبل ومن بعد… أما تجربتي مع Physio Peak فهي جديرة بالاهتمام.
سلام
محمد طلب يكتب: مصر المؤمنة باهل الله والعلم وجسور العبور (4)