20سبتمبر 2022م
بعد حَل لجنة إزالة التمكين، شهدت الساحة السياسية والاجتماعية، نشاطاً كبيراً لفلول النظام البائد، وتصدّروا المشهد عبر المبادرات وغُرف الشائعات والترويج، وتقلد بعضهم مناصب تنفيذية في دولاب الدولة، وهو أمرٌ خطرٌ على مسيرة التغيير التي دفع فيها الشعب السوداني فاتورة عالية، مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمفقودين.
وانتشر بوست في وسائل التواصل السودانية للكاتبة المصرية أماني الطويل تدعو فيه الحكومة المصرية لدعم الحكم المدني والتحوُّل الديمقراطي، وتحذر من عودة تظام البشير الإخواني، مشيرة إلى أن عدم دعم حكومة مدنية كاملة الصلاحيات تعني عودة الإسلاميين.
وأماني الطويل هي صحفية باحثة وخبيرة في الشؤون السودانية ومديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وهي عضو المجلس المصري للشؤون الأفريقية، وعضو مجلس إدارة مركز الدراسات السودانية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة، يعني عارفة كل شيء في الساحة السياسية السودانية وكلامها محل اهتمام السودانيين، مثلها مثل هاني رسلان والخبيرة الصحفية أسماء الحسيني.
والشعب السوداني قطعاً لا يقبل بعودة حركة الكيزان الإرهابية، ومصر يهمّها استقرار السودان وأمنه، لأنّه يمثل لها عُمقاً استراتيجياً. وقالت أماني الطويل في مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة” مع الإعلامي إبراهيم عيسى على قناة القاهرة والناس، إن إعلان الفريق البرهان انسحاب الجيش من المشهد هو مُناورة ولا يُمكن أن تكون هناك إمكانية لوجود حكومة مدنية دون أن تكون لهذه الحكومة صلاحيات وأدوات، وكل الأدوات في يد المكون العسكري.
والشعب السوداني واع وراصد لكل تحركات الكيزان وتلونهم وألاعيبهم وخداعهم، الشعب خبرهم على مدى ثلاثين عاماً عجزوا عن توفير أدنى الخدمات، قتلوا وهجّروا، فليعلم قادة المجلس العسكري أنّ عودة الكيزان تعني ذهابهم إلى المشانق وهم أول مَن يدفع الثمن. فأيِّ تهاون أو تماهٍ يعني النكوص عن رغبة الشعب، والقادم مُواجهة بين الشعب مسنود بقواه الحية والديمقراطية وبين دعاة الانغلال والديكتاتورية والمعركة المنتصر فيها الشعب السوداني.
لا نقبل كمواطنين، ثلاثين سنة أخرى من القتل والإقصاء والتهجير والنزوح والتمكين الحزبي في السوق والمؤسسات، وكذلك لا تقبل المنطقة والعالم من حولنا حكماً إسلامياً في الخرطوم مرة أخرى مهما كان الثمن، والقِوى السياسية في الداخل مُطالبة بالوقوف في صف الشعب لإجهاض التحرك الكيزاني وإعادتهم إلى جحورهم كما كانت تفعل معهم لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة.