بعد عزل ترك.. استعار الخلافات بـ”مجلس البجا”
بعد عزل ترك.. استعار الخلافات بـ”مجلس البجا”
الخرطوم: عوضية سليمان
في خطوة غير متوقعة تم تعيين رئيس جديد للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بديلاً للناظر محمد الأمين ترك، وتم التوافق على العمدة إبراهيم أدروب، رئيساً للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بالإجماع لجهة أنه محل ثقة لأهل الشرق بمختلف توجهاتهم. وجاءت الهيكلة الجديدة للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد عثمان تية، نائباً للرئيس وأحمد همد بيتاي، نائباً ثانياً للرئيس وعبد الله أوبشار، مقرِّراً للمجلس, وموسى محمد أحمد، أميناً عاماً للمجلس, وسيد علي أبو آمنة، أميناً سياسياً, إلا أن الخطوة لم تكتمل، وظهر الرئيس السابق ترك بتصريحات كادت أن تنسف اختيار العمدة أدروب رئيساً.
لا يمثِّل الشرق
وفي المقابل انتقد رئيس المؤتمر والهيئة القيادية للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، رئيس تنسيقية شرق السودان محمد أحمد محمد الأمين ترك، تنصيب العمدة إبراهيم أدروب، رئيسًا للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، بمنطقة”كلانييب”، وقال ترك: إن المجلس جمَّد نشاطه في 21 يونيو الماضي، وتم حله بصورة نهائية في موتمر سنكات في يوليو 27 يوليو, وأوضح أنّ المجموعة التي نصَّبت إبراهيم أدروب، رئيسًا لديها خلاف مع قادة المجلس السابق، وهي وراء تجميد نشاطه وحلّ أماناته, وتابع: إنّ مجموعة إبراهيم أدروب، لا تمثّل البجا ولا تمثّل نظار شرق السودان، بل هي جزء من عُمد نظارة الأمرأر ومساعد الرئيس المعزول عمر البشير، موسى محمد أحمد، وعدد (4) معتمدين سابقين في حكومة المؤتمر الوطن، ونبّه إلى تكوين مجلس البجا الحقيقي في الخامس من أكتوبر المقبل، بمدينة أركويت بولاية البحر الأحمر.
قيادات رفيعة
وظهرت خلافات قادة المجلس إلى العلن عقب اعتصام أقيم أمام مقر حكومة البحر الأحمر انتهى باستقالة الوالي علي أدروب في 7 يونيو الماضي، وهو أمر لم يلق قبولاً من محمد الأمين ترك، والذي دفع هو الآخر باستقالته من منصبه, قبل أن يتراجع عنها عقب وساطات قادتها جماعات أهلية وعقدت المجموعة اجتماعاً طارئاً الأحد بولاية البحر الأحمر بمشاركة قيادات رفيعة من البجا بينهم مساعد الرئيس المعزول موسى محمد أحمد، واختار الاجتماع العمدة إبراهيم أدروب، رئيساً للهيئة القيادية والمجلس، وقال أوبشار: إن قيادات المجلس اتفقت على إنشاء هيئة قيادية للمجلس الأعلى من 17 شخصاً، تم اختيارهم عن طريق الانتخابات الحرة تمثل فيه كل المكوِّنات السكانية، وأكد بأنهم سيواصلون نضالهم السلمي حتى انتزاع كافة حقوقهم وتنفيذ مقرَّرات مؤتمر سنكات للقضايا المصيرية لإقليم السودان.
زوبعة إعلامية
ويرى القيادي بشرق السودان مجدي عثمان، أن ما يدور في المجلس الأعلى لنظارات البجا يعتبر عمل لا معنى له, موضحاً بأن المسمى نظارات وأن إبراهيم أدروب، عمدة وهو مسمى أقل من ناظر, ويعتبر عمل غير مؤسس ولا معنى له. وهي زوبعة إعلامية, وقال: إن ترك يمثل المجلس باعتبار أنه ناظر واحد وقام بحل المجلس في مؤتمر سنكات, وأصبح المجلس لا دور له. وكشف أن هنالك مجموعة منشقة من ترك تريد أن تؤسس منظومة سياسية لعمل أو منظومة مدنية, بالتالي ما يقومون به لا قيمة له. وأضاف: إن مجموعة أو بشار وإبراهيم, وسيد أبو آمنة, هي مجموعة منضمة مع ترك اختلفوا معه, وانشقوا من ترك, وقال: إن أدروب إذا كان لا يمثل الشرق فإنه يعتبر عمدة لقبيلته, وله قِيمة, ولكن مسمى العمدة أقل من ناظر. وأن المجلس الذي كان تحت مسمى نظارات البجا كان اسم خطأ لأنه يحمل ناظر واحد و(11) آخر في الاتجاه الآخر من المؤيدين لاتفاق جوبا, وهم الآن لا صوت لهم ولا يرغبون في الدخول في الصراعات. وكشف أن الحكومة الموجودة هي الحاضنة الآن لترك. وأن ترك قوته الآن من الحكومة العسكرية.
صراع السلطة
وأكد عثمان أن ما يحدث في شرق السودان ناتج عن صراع السلطة في المركز, وما حدث من موت واعتصام كان ترك جزءاً من هذا الصراع. وقال: إن أدروب يعتبر عمدة في أهله، يعني تاج رأس قبيلته, ولكن ترك ناظر لعموم الهدندوة, هذه مكانته الطبيعية, ولذلك تلك المجموعة تعتبر مجموعة سياسية وليست أهلية, مؤكداً بأن مجموعة أدروب سياسية، لأن أوبشار كان معتمداً في سنكات في النظام السابق. وسيد أبو آمنة كان عضو مؤتمر وطني وموسى محمد أحمد كان مساعداً للبشير، وهذه مجموعة لها مصالحها الخاصة، مؤكداً أن الخلاف الذي يضرب شرق السودان بسبب المركز .
تمرير الأجندة
واتهم القيادي بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار، مجموعة قال إنها استطاعت التغلغل داخل المجلس وتمرير أجندة وسياسات مدعومة بالإغراءات لتمزيق الوحدة، حتى وصل الأمر مستوى إصدار التوجيهات المركزية الصارمة مصحوباً بأداء القسم أمام المستشارين وتقديم فروض الولاء والطاعة، وتنفيذ توجيهاتهم حتى وصل بهم الأمر تجميد وحل المجلس، وأضاف: كنا رافضين لتلك الخطوات والقرارات الآحادية التي تسعى لطمس القضية ودماء الشهداء، وقال لـ(الصيحة): ظللنا نترقب المشهد عن كثب، ونحن ننشد وحدة أساسها وجوهرها القضية التي فقدنا من أجلها خير أبنائنا مؤمنين بروح العمل الجماعي وإتاحة للمساحة بين الأطراف. وأضاف: سعينا جاهدين لدعم كل المبادرات التي جاءت من رحم المجلس وخارجه سعيًا وحرصًا منا لتقريب وجهات النظر وإبعاد تلك الجهات السيادية التي سعت للفرقة والشتات، إلا أن كل المبادرات كانت تصد بحائط سد، ولم تجد أذناً صاغية رغم كل الرجاءات، وقال: لقد كان ختام تلك المبادرات مبادرة شيخ سجادة السمراي دواب الشيخ أونور طه فكي أور، الذي عمل بكل جد وتفانٍ وقد أوفد المجلس قادته لمنطقة هنقولا ديار السجادة بعد التوافق بأن يكون اللقاء خماسي للطرفين إلا أنهم رفضوا وتغيَّبوا عن ذلك اللقاء متمسكين بلقاء تحشيدي، وقد أكدت قيادات المجلس للشيخ بأنه ليس هناك خلاف قبلي أو شخصي مع السيد الناظر وإنه محل احترام وتقدير، ومؤكدين بأن هناك نقاط جوهرية كانت سبباً رئيساً للخلاف وتباين الآراء أهمها إبعاد أسباب الفتنة.
تفتيت المجلس
وقال أوبشار: نسبة لقيامهم بضرب وحدة وتفتيت المجلس وعلي السيد الناظر ومن معه، أن يختاروا مابين المجلس وقضية شعبهم، أو يختاروا تلك الجنة التي فرَّقت شمل الجمع وأن يكون ذلك بإعلان رسمي عبر وسائل الإعلام، ومن ثم عودة الجميع لمنصة التأسيس ومقرَّرات مؤتمر سنكات التاريخي والمبادئ الأساسية التي من أجلها أسس المجلس مع رفض وعدم الاعتراف بلمة أركويت لأن الغرض منها حل المجلس والقفز على مقرَّرات مؤتمر سنكات المصيري. فقد جاءت النتيجة مخيِّبة للآمال برفضهم فك الارتباط بتلك اللجنة، وأعلنوا تشكيل لجان لهيكلة المجلس وبعد هذه الجهود والسعي الحثيث من قيادات الإدارة الأهلية والأعيان ورجال الدين والطرق الصوفية وصلنا لقناعة تامة بأهمية مواصلة النضال متجاوزين تلك الخلافات حفاظًا على حرية الرأي والرأي الآخر مواصلة لمشوار العودة لمنصة التأسيس في تأماي الأولى وأصدرنا عدة قرارات تم التوافق عليها من جميع القيادات.