الخرطوم- الصيحة
يُعرف سُكَّري الحمل بأنّه حالة تُؤدِّي إلی إصابة بعض الحوامل بارتفاعِ مستويات السُّكَّر في الدم، وعادة ما يكون ذلك بين الأسبوعين الـ 24 والـ 28 من الحمل.
يشرح الدكتور فادي رضوان بقوله: عند تناول الطَّعام، يقوم الجهاز الهضمي بتحويل معظمه إلى مادةٍ سُكَّريَّةٍ تعرف بالغلوكوز، حيث تقوم هذه المادة بالدُّخول إلى مجرى الدم لتستخدمها الخلايا كوقودٍ للحصول على الطَّاقة، وبمساعدة هرمون الإنسولين، تقوم خلايا الجسم من خلايا دهنيَّة وعضليَّة وغيرهما بامتصاص الجلوكوز من الدم.
أمَّا إذا…
أمَّا إن كان لدى الخلايا مشكلةٌ في الاستجابة للإنسولين أو لم يقم البنكرياس بإنتاج كمِّياتٍ كافيةٍ منه يقول فادي: إنَّ الكثير من الغلوكوز يتراكم في الدم ولا ينتقل إلى الخلايا ليتحوَّل إلى طاقة، ونذكر هنا أنَّ جسم المرأة يصبح بطبيعته مقاوماً للإنسولين أثناء الحمل، ما يزيد من مقدار الغلوكوز الموجود في الدم، وذلك لتغذية الجنين، ويحدث ذلك نتيجة لازدياد حجم المشيمة مع نمو الجنين، فهذا يفضي إلى أن تقوم هرمونات المشيمة بحصر عمل هرمون الإنسولين، ما يُؤدِّي إلى الإصابة بحالة مقاومة الإنسولين، ما يسبب حاجة الجسم إلى المزيد من الإنسولين.
ويسترسل في الشرح بقوله: الوضع الطبيعي يكون بإمكان البنكرياس أن يقوم بإنتاج المزيد من الإنسولين لإجراء عمليَّة تحويل الغلوكوز إلى طاقةٍ في حالة الحاجة لذلك، ولكن لدى بعض الحوامل لا يستطيع البنكرياس مجاراة هذه الحالة من الحاجة للإنسولين أثناء الحمل، ما يجعل مستويات الغلوكوز ترتفع كثيراً في الدم لديهنَّ، ويحدث عند ذلك ما يعرف بسُكَّري الحمل.
حالةٌ مؤقتةٌ
يُشير الدكتور فادي إلى أنَّ الإصابة بسُكَّري الحمل، حالةٌ مؤقتةٌ وليست مزمنة كالنَّوعين الأول والثاني من مرض السُّكَّري، بل عادة ما تبدأ بالشفاء بمجرَّد الولادة، لا تعني أنَّ المرأة كانت مصابةً بمرض السُّكَّري قبل الحمل أو بأنها ستُصاب به بعده، لكنها تزيد من احتماليَّة الإصابة بالنَّوع الثَّاني من السُّكَّري مستقبلاً.
مرض بلا سبب
حسب إفادة د. فادي .. لا يُعرف إلى الآن السَّبب المحدَّد وراء الإصابة بسُكَّري الحمل، ولكن لمحاولة فهم هذه الحالة، يجب التعرُّف -أيضاً- على كيفية تأثير الحمل على معالجة الغلوكوز في الجسم، حيث يقوم الجسم بهضم الطَّعام لإنتاج الغلوكوز، والذي يدخل إلى مجرى الدم. ويقوم البنكرياس استجابةً لذلك بإنتاج الإنسولين لنقل الغلوكوز من الدم إلى الخلايا. أما أثناء الحمل، فأن المشيمة تقومُ بإنتاج كميَّاتٍ كبيرةٍ من مجموعةٍ من الهرمونات، منها ما يعرف بمُحَفِّزُ الإِلْبانِ البَشَرِيُّ المَشيمِيّ والإستروجين، فضلاً عن الهرمونات التي تزيد من مقاومة الإنسولين وهذه الهرمونات تُساعد في الحفاظ على الحمل وتزداد كمياتها بالجسم مع الوقت، ما قد يجعلها تتعارض مع عمل الإنسولين، والذي يساعد على نقل الغلوكوز من الدَّم إلى الخلايا لاستخدامه للحصول علی الطاقة، فإن كان لدى الحامل كمياتٌ كبيرةٌ من هذه الهرمونات الَّتي تمنع عمل الإنسولين أو ليس لديها كميات كافية من الإنسولين، فعندها يبقى الغلوكوز في الدَّم وترتفع مستوياته به، الأمر الذي يسبب سُكَّري الحمل.
علاج سكري الحمل
يقول د. فادي : تعتمد خطة العلاج على عدَّة عوامل، وأهمها مستوى السُّكَّر في الدَّم خلال اليوم لذلك، يُنصح بقياس السُّكَّر قبل الوجبات وبعدها لتحديد جرعة العلاج الَّتي تكون في الغالب حقن الإنسولين الَّتي تعطى -أيضاً- حسب الوزن، وقد تصل إلى 3 جرعات يومياً. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاج بالإنسولين يضاف إليه اتباع نظاٍم غذائيٍّ صحيٍّ يفضَّل مناقشته مع اختصاصيِّ التَّغذية الذي يكون على علمٍ ودرايةٍ بالنِّظام الغذائيِّ الَّذي يُناسب وزن وطول المصابة ومستوى السُّكَّر في جسمها، وتُضاف إليه أيضا ممارسة التمارين الرِّياضيَّة.
ويُعدُّ الفحص المستمرُّ لمراقبة مستويات الغلوكوز في الدَّم، من أهمِّ خطوات العلاج.