18 سبتمبر 2022م
“للرجل الكلمة الأخيرة، وللمرأة ما بعد الأخيرة”.. غازي القصيبي..!
عزيزتي منى..
دعيني أحدثك عن زوجي، هو من النوع الودود حدّ الغرابة مع الجنس اللطيف أو لنقل “أخو إخوان وعشا بايتات ومقنع عرايا”، ما أن تتعرّف عليه إحداهن إلا و”تقع في دباديبه” كما يقولون، وأكثرهن من صاحبات المشاكل “مطلقات.. أرامل.. زوجات تعيسات … إلخ ..” فهو يتولى أمورهن و”يحلحل” مشاكلهن بجيبه ونفسه، ولكِ أن تتخيّلي مُعاناتي..!
بعد سوابق كثيرة من هذا النوع دخلت امرأة جديدة حياتنا، زميلة من زملاء مهنتنا المشتركة – زوجي وأنا – تعيش مشكلات أسرية، وعندما وجدت زوجي “قشاش الدموع وعشا البايتات” حلمت به دون أن تفكر في زوجته وأولاده..!
بدأت معرفتي بحكايته معها عندما لفتت نظري إحدى الرسائل الواردة على هاتفه ففتحتها بحُسن نية ظناً مني أنها رسالة عمل، لكني صعقت وألجمت الدهشة لساني وارتجفت أوصالي عندما وجدتها رسالة غرامية من الدرجة الأولى..!
مشكلتي إنني منذ زواجي ظللت أدور في فلك زوجي وبعد اكتشافي خيانته لم أصارحه بل آثرت الصمت، لكني على صعيد آخر انتفضت وعدت إلى حياتي المهنية التي أهملتها لأجله. وبالفعل حقّقت الكثير من النجاحات. يعني باختصار وجدت نفسي وفقدت حبي..!
وعندما فقدته – يا للغرابة! -عاد إلي. اليوم علمت من مصدر ثقة أن علاقته بالأخرى قد انتهت، ألمح الندم في عينيه ولا استطيع أن أسامح.. فماذا أفعل..؟!
انتهت رسالة صديقتي القارئة وإليها ردي إن هي قبلت به..!
عزيزتي الزوجة الحائرة..
قبل أن نشكو برودة الطقس ونضرم النيران التماساً للدفء، علينا أولاً أن نحكم إغلاق النوافذ، وقبل أن نتذمّر من تسلُّل القطط الضالة إلى غرف جلوسنا ونشكو نومها باطمئنان على أرائكنا، علينا أولاً أن نتجنّب “إهمال” إغلاق أبوابنا المواربة..!
ثم يا سيدتي الفاضلة جداً، بعض الرجال من أمثال زوجك يحبون النساء “القطط” غير الأليفة للأسف، وأنت مُشكلتك تكمن في أنك قد تجاوزت حدود الإلفة والمودّة والرحمة إلى السلبية واللا مُبالاة..!
زوجك من أولئك الرجال الذين يتطلب الحفاظ عليهم إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ التي قد تهب منها رياح الأخريات، وهو – صدقيني – تعيس ببرودك، لأنه يفتقد غِيرتك عليه. هذا الرجل غير سعيد بنزواته بدليل زوالها، وهو شقيٌّ بلا مُبالاتك وردود فعلك الباردة تجاه غارات الأُخريات على مملكتك..!
تقولين “كنت أدور في فلكه” وأنا أقول لك . زوجك – أو أي رجل – لا يريد زوجة تدور في فلكه كآلة، لأنه نصيبها بل لأنه خيارها، خيار الزوجة المحبة كامل الدسم لا يشبه طريقتك السلبية “عذراً للصراحة”..!
من حقك أن تنصبي له محكمة حدودها غرفة نومك إذا شممت رائحة امرأة أخرى، ومن حقك بعدها أن تبتعدي أو أن تستمري لأنك في نهاية الأمر إنسانة حرة ومخيرة، لا مسيرة للدوران في فلكه..!
إذا اقتنعت بأن الزواج اختيار وبأن الطلاق خيار، أقلعي عن تعاطي عقاقير السلبية المخدرة وسارعي إلى إنقاذ حياتك وزواجك الذي يحتاج ثورة عاطفية شعارها المبادرة والإيجابية. زواجك الآن على السرير الأبيض والمطلوب إجراء جراحة عاجلة..!
munaabuzaid2@gmail.com