18 سبتمبر 2022م
أو والي الزحمة..
أو الوالي والزحمة..
أو – كما غنى عدوية – (زحمة يا دنيا زحمة)..
فالخرطوم صارت كما القاهرة – ذات الزحمة – في شدة الزحمة..
ولم يبق إلا أن نغني مع عدوية هذا:
أجي من هنا زحمة… أروح هنا زحمة… زحمة وتاهوا الحبايب
ووالي الخرطوم وجد نفسه في خضم زحمة..
سيما مع تنامي مساحات السكن الطرفي – العشوائي – عقب سلام جوبا..
ولكن لا ينطبق عليه قول عدوية:
مولد وصاحبه غايب..
فهو يشكل حضوراً دائماً وسط الزحمة؛ ولا يدير شؤون ولايته من مكتبه..
وتواصل مع الزحمة هذه؛ جسدياً… وهاتفياً..
وإذا ما قارناه بسلفه القحتاوي – أيمن نمر – فالفرق بينهما سنوات ضوئية..
فنمر ما كان يغادر مكتبه إلا قليلا..
ثم لا يعمل إلا قليلاً كذلك؛ والقليل هذا يتمثل أغلبه في قرارات الإقالة..
فهو يقيل – ويعين – في الشهر عشر مرات..
أما الاتصالات الهاتفية فلا يرد عليها أبداً؛ وأضرب مثلاً شخصياً..
فقد هاتفته كثيراً؛ كفردٍ من الناس..
فلا يرد أصلاً؛ حتى ولو أوضحت له سبب المهاتفة في رسالة نصية..
أما خلفه أحمد عثمان حمزة فهو يتجاوب سريعاً..
يتجاوب مع الاتصال… ويتجاوب مع أسبابه… وقد تجاوب مع مشكلة تخصنا..
أو تخص منطقتنا؛ وكانت مشكلة مياه..
فقد عمل على حلها آنياً بتناكر المياه؛ ثم لاحقاً بحفار وآليات وأنابيب..
وما فعله لنا يفعله مع كل ذي مشكلة..
فهو في حالة تطواف دائم وسط الزحمة؛ وعاصمتنا (زحمة يا دنيا زحمة)..
وقبل فترة تلقيت مهاتفة من مكتبه..
وكانت – تحديداً – من مديرة مكتبه؛ وتدعوني إلى مفاكرة صحفية معه..
ثم أعقب ذلك اتصال من مدير الثقافة بالولاية..
وهو الإعلامي… والإذاعي… والصحافي… والمبدع… عوض أحمدان..
ويدعوني إلى اللقاء التفاكري نفسه..
ورغم ذلك لم أذهب لعذرٍ خاص… ولو لم يكن هنالك عذرٌ لما ذهبت أيضاً..
والسبب الزحمة؛ (زحمة يا دنيا زحمة)..
فقد علمت أنه لقاءٌ جامع… ومعنى جامع أنه شامل… ومعنى شامل أنه زحمة..
وأنا من الذين لا يحبون الزحمة… ويمقتونها..
فإن كان أحمد عدوية قال (تاهوا الحبايب) فهنا يتوه المدعو وسط الزحمة..
فلا يُرى له وجه… ولا يُسمع له رأي..
تماماً كمقتي زحمة الحفلات… والمناسبات… والاجتماعيات..
وحتى عقلي يتوه في خضم الزحمة..
ولكن هذا لا يمنع أن أكتب عنه؛ مدحاً – أو قدحاً – تقديراً لهذه الدعوة..
وكلمة قدح هنا تعني عدم المجاملة..
فأنا لم يحدث لي أن التقيت به في حياتي؛ ولا أعرفه إلا عبر أعماله..
ومن تتحدث عنه أعماله فلا يحتاج إلى أن يُحدِّث..
ونتمنى أن يكون كل مسؤول مثل والي الخرطوم هذا؛ يعمل ولا يتكلم..
فإن تكلم فللضرورة القصوى..
مثل لقاء التفاكر هذا الذي قبلت به؛ ثم تقاعست حين علمت بأنه زحمة..
وأن عقلي سيتوه فيه… وبه… وعنه..
كتوهان الحبايب ذاك الذي أشار إليه عدوية في أغنيته جراء الزحمة..
فأنا أكره أن (أجي من هنا) فأجد زحمة..
ثم (أروح هنا) فألقى زحمة أيضاً..
وتكون الدنيا من حولي – دنيا قاعة التفاكر مع الوالي – زحمة يا دنيا زحمة..
زحمة والٍ!!.