مُشاركة البرهان في اجتماعات الأمم المتحدة.. حسابات الربح والخسارة
الخرطوم- الطيب محمد خير 16 سبتمبر 2022 م
تأكّدت قيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وفد السودان للمشاركة في أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر انعقادها في 18 سبتمبر الجاري، بناءً على دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار مسؤول رفيع إلى أن دعوة البرهان للمشاركة تُعتبر عادية، حيث يمكن أن يشارك دون دعوة، لأنّ السودان عضوٌ في المنظمة الدولية، وهو الذي يحدد تشكيل وفده المشارك في دورات الجمعية العمومية.
وكان التقرير ربع السنوي الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشأن الوضع في السودان، وأنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان “يونيتامس”، تضمن مطالبة لرئيس مجلس السيادة الفريق البرهان بتنفيذ الالتزامات التي قطعها (في 4 يوليو) بالانسحاب من المشهد السياسي وترجمة أقواله إلى أفعالٍ، لإفساح المجال أمام القوى المدنية للاتفاق على تشكيل الحكومة واستكمال الهياكل الانتقالية.
وقال الخبير الدبلوماسي السفير د. الرشيد أبو شامة “للصيحة” إنّ هذه الزيارة لن تكون في مصلحة الفريق البرهان، لأن أنظار العالم كلها متجهة نحو السودان ومطالبة العسكريين بإفساح المجال للمدنيين لتولي السلطة واستكمال المرحلة الانتقالية، وأتوقع أنه لن يجد التأييد الذي حظي به حمدوك عندما مثل السودان، بل العكس سيجد معارضة من بعض الدول ومطالبته بالتنحي وعودة المدنيين للحكم، وأضف لذلك، هناك الكثير من الناشطين المتشددين موجودون في الولايات المتحدة الأمريكية، فهؤلاء سيستغلون وجوده ويصعدون بتسيير التظاهرات المطالبة بإعادة الحكم المدني في السودان، ويؤلبون عليه مجموعات الضغط الأمريكية، لذلك أرى من الأفضل يتم تكليف وزير الخارجية أو مندوب السودان بالأمم المتحدة بتقديم خطاب السودان.
وأضاف د. أبو شامة، بالتالي هذه الرحلة لن تكون مُفيدة بقدر ما هي مقعدة للوضع، عطفاً على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بمطالبته بتسليم السلطة للمدنيين التي جاءت كرسالة سابقة لهذه الزيارة، وبالتالي هذا مؤشر انه لن يجد تأييداً لموقفه وضغوطاً، ولكن ربما هذه الرحلة ستحدث تغييراً في موقف ووجهة نظر البرهان وتجعله يستجيب للضغوط التي عليه من الجماهير السودانية التي لم تتوقف تظاهراتها المطالبة بالحكم المدني منذ 25 أكتوبر الماضي عندما اتخذ قراراته، إضافةً للضغوط الممارسة عليه من المجتمع الدولي، ويمكن أن يتنازل وينسحب من المشهد كلية كما تعهّد بذلك، وهذا ما طلبه منه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشأن الوضع في السودان باستعادة الحكم المدني وانفراج الأزمة التي تكبل السودان.
وتوقّع د. أبو شامة أن يستجيب الفريق البرهان لنصائح بعض من حوله بعدم المشاركة وتكليف المندوب الدائم للسودان للقيام بمهمة تمثيل السودان وتقديم خطابه.
وعن جود فوائد يمكن أن يجنيها السودان من مشاركته هذه، قال د. أبو شامة إنّ السودان مكبل الآن بتوقف كافة التعاملات، وعلاقاته الدولية معطلة، ولن تنطلق الا بتكوين حكومة مدنية واختفاء العسكريين من المشهد السياسي، وهذا ما وعد به البرهان والعالم ينتظر تنفيذ ما وعد به.
من جانبه، جاءت رؤية المحلل السياسي د. عبد اللطيف محمد سعيد، على عكس ما ذهب إليه الدبلوماسي الرشيد ابو شامة وقال “للصيحة”، إنّ مشاركة السودان هذه المرة مختلفة عما كانت عليه على ايام الإنقاذ، فهذه المرة موقف السودان مختلف، لجهة أنه مسنود من الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن السودان لم يكن قد نفذ المطلوبات السابقة منه، لكنه مدعوم بأمريكا وحلفائها، يعني موقفه قوي لن يتعرض لأي مطالبة بإنفاذ ما طُلب منه، لأن هناك مراقبة من السفير ومبعوث الأمين العام فولكر،
وأشار د. عبد اللطيف إلى أن المشاركة في الاجتماعات الدورية للأمانة العامة للأمم المتحدة هي مشاركة بروتوكولية يحضر فيها رؤساء الدول أو ممثلوها من المناديب ويتبارون في خطبهم في تأييد الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأضاف د. عبد اللطيف قائلاً: الوضع في الأمم المتحدة تحكمه لعبة المصالح والتعامل من وراء ستار، فالآن الولايات المتحدة أرسلت سفيرها للخرطوم، والآن السودان عليه رهان وتسابقٌ، لأنه يقع في عمق المياه الدافئة التي يتسابق ويتنافس عليها العالم.