*في سنوات تشييد سد مروي بالولاية الشمالية، عانى أهل الولاية كثيراً من سوء الطريق الذي تهالك بالشحنات والآليات الثقيلة التي أسهمت في تشييد السد.
*وعقب الانتهاء من العمل، تكفلت إدارة السدود بإعادة صيانة طريق شريان الشمال الذي أصبح الآن من أفضل الطرق الولائية في السودان.
*وأذكر في إحدى سفرياتي الصحفية إلى مدينة وادي حلفا، لفت انتباهنا الشاحنات الضخمة التي تأتي من الجارة مصر وهي محملة بالبضائع، ودار نقاش طويل حول مدى تأثر هذا الطريق بالحمولات الزائدة، وكتبت حينها أن على وزارة النقل والطرق والجسور عمل ميزاناً لهذه الشاحنات حتى لا يتهالك الطريق.
*عدنا من رحلتنا تلك وجل تفكيرنا في ضرورة المحافظة على طرقنا القومية من التهالك خاصة وأن الكثير منها أصابه داء “الحفر” والترقيع.
*علمت مؤخراً أن وزارة النقل وضعت ميزاناً في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية لضبط الشحنات القادمة من مصر وغيرها من مدن الشمال تحسباً لتهالك طريق الشريان.
*وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، فهاهي وزارة النقل تأتي بهذا الميزان الذي يجب أن يكون في كل الطرق القومية وليس شريان الشمال فقط حتى تتم المحافظة على طرقنا القومية.
*وإن نظرنا مثلاً لطريق الإنقاذ الغربي سنجد أجزاء كبيرة منه تهالكت بسبب الشاحنات التي قد تفوق شحنة الواحدة منها طاقة تصميم الطريق مما يجعله عرضه للتهالك.
*قبل سنوات عديدة كنا في زيارة للجارة إثيوبيا “براً” ودهشنا لجودة طرقها التي قد يكون بعضها على سفوح الجبال، دون أن نجد فيها “حفرة” صغيرة، وهذا لا يتم إلا بضوابط حمولة الشاحنات التي تمر عبر هذه الطرق بميزان دقيق يسمح بمرور الشحنة المصرح لها بناء على الاتفاقيات الدولية التي تتم بهذا الشان.
*والآن السودان في مرحلة حكمه الجديد بعد ثورة ديسمبر يحتاج لتفعيل الكثير من القوانين التي تحمي طرقنا القومية من التهالك، وليكون ميزان دنقلا هو البداية في الطريق الصحيح.
*نثق تمامًا في مقدرات الكادر العامل في وزارة النقل والطرق من مهندسين وفنيين وندرك أنهم قادرون على العبور بالسودان في هذا المجال خاصة وأن الخبرة هي سندهم في هذا العمل.
*ونرجو أن نشهد المزيد من الموازين للشاحنات التي تأتي من خارج السودان وداخله حتى تتم المحافظة على طرقنا القومية التي تعاني كثيراً من حمولة الشاحنات التي يفوق بعضها تصميم الطرق التي شيدت في السنوات الماضية.
*وربما الخطوة الأولى للمحافظة على طرقنا حتى تصبح مثل الطرق العالمية هي ضبط الشاحنات التي تسير عليها عبر هذه الموازين التي وضع منها في مدينة دنقلا لضبط حمولة الشاحنات المصرية وغيرها من الشاحنات التي تأتي من أقصى الشمال للخرطوم.