حوار: عوض عدلان 14 سبتمبر 2022م
– نعم لدينا مشكلة في ماء الشرب خاصة الأبيض رغم التوسُّع في المصادر
– الحواكير مشكلة تأخر مشاريع الاستثمار الزراعي
الخضرة تكسو جنبات الطريق والغمام يغطي أشعة الشمس ويترك لرذاذ المطر أن يغطي الجو بطيب من رائحة الأشجار المتفرِّقة هنا وهناك، الأمر الذي يجعل من زيارة كردفان متعة تنسيك رهق السفر، أما كرم وترحاب إنسان تلك الولاية المعطاء فينسيك بأنك في مهمة محدَّدة وهي الجلوس إلى والي ركبها الذي فتح لنا ترحابه بهذه الزيارة.
ولم نجد صعوبة أو تعقيد في الجلوس إليه، فهو موجود دائماً لمباشرة رعايته لإنسان تلك الولاية العامرة بخيراتها الوفيرة، الأستاذ فضل محمد علي التوم، الوالي المُكلَّف ترك لنا الخيار لنفرد كل تساؤلاتنا في أريحية تشبه أهل ولايته الكرماء.
اتخذنا السؤال عن كيف وجد الولاية عند توليه المنصب كمدخل للحديث؟
فقال بنبرته الهادئة: أنا أساساً من أبناء الولاية، وشمال كردفان من الولايات المميَّزة جداً بإمكانيتها ومواردها وإنسانها الذي يتقبَّل الآخر بسرعة جداً .
وواصل: نحن ضباط إداريين لنا خبرتنا، فقد كانت المديريات العشر تدار بضباط إداريين، وكان الشرط الأساسي للمنافس أن تكون قد عملت في العشر مديريات، ويكون فائلك نظيفاً حتى تدخل في المنافسة ويتم اختيارك، وهذا كان سبب نجاح كل المديرين لمعرفتهم بالمنطقة ومشاكلها والتشكيلة السكانية واحتياجاتها وهذا ساعد في حل كثير من المشاكل وكل الضباط الإداريين لهم خبرتهم التراكمية.
هل يمكن القول إن الأمور هادئة ولا توجد مشاكل تذكر؟
بكل تأكيد، ظرف الولاية استثنائي والمرحلة الانتقالية عندما تكون بعد حكم شمولي كل الموازنات بتكون مقلوبة وهذا سبب صعوبة الإدارة، وأحياناً تتوقف بعض الموارد أو تكون شحيحة وأحياناً غير موجودة ومن هنا تأتي بعض المشاكل، ونحن في الولاية ركزنا على معاش الناس وحاولنا نرجع التعاونيات، للأسف واجهتنا مشكلة المبالغ الكبيرة وصعوبة توفيرها، حاولنا مع وزارة التجارة توفير المواد، للأسف كان لا تكفي والبعض منها لم يتم توزيعها، وعموماً في الولاية المواد الاستراتيجية كلها متوفرة برغم الغلاء وكانت هناك إشكالية في الخبز، ولكن تم توفيرة تماماً.
هل سيساهم خريف هذا العام في استقرار وضع إنسان الولاية؟
يقول في ثقة واضحة: الخريف الماضي كانت الأمطار قليلة وكان هناك شح في منتوج الذرة، فنسَّقنا مع العون الإنساني حتى يتم مدنا بالذرة والقمح في الأيام القادمة.
لدينا مطحناً بالشراكة مع آخرين وتم طحن القمح، وهذا عمل استقرار في الخبز ومعاش الناس، ولكن العام الخريف مبشِّر ولدينا زراعة يقوم بها المزارعون في مشروع خور أبو حبل، وهو مشروع كبير جداً في المنطقة الجنوبية من الولاية بين محلية الرهد وأم روابة، ومن المشاريع الرائدة جداً للأسف السنة الفاتت فشل حصل فيهو تخريب في الخور والمجرى الأساسي وهذا كان سبباً لعدم دخول الماء الآن تم إصلاحه وتم توفير (٢٥) مليون، وحالياً مؤمن تماماً
كما أن مسألة التقاوى هي التي تفشل الموسم الزراعي والولاية، عملت لها حساب بإنتاج تقاوى محلية في منطقة الدائر، أنتجنا (٢٠) طناً، جاهزة، وبعض المنظمات وفرت لنا التقاوى وفرنا مائة مليون واشترينا تقاوى من السوق وحتى الآن لم تصلنا التقاوى من وزارة الزراعة الاتحادية وهذه دائماً من المشاكل الأساسية لفشل الموسم الزراعي، ودائماً تصلنا متأخرة ولكنا تجاوزنا ذلك بجهد ذاتي والحمد لله وفرنا مبلغ كويس جداً جبنا مجموعة تقاوي كويسة وتم تشكيلها بالمحاصيل النقدية.
ويواصل: كما أن لدينا تراكتورات كافية، فنحن ولايات زراعية وتم توزيعها على المزارعين مما ساعد في توسيع الزراعة من المتوقع السنة دي الموسم ينجح والمنتوج كذلك.
وماذا عن موقف الوقود الزراع ؟
ليس لدينا وقود مدعوم، ولكن البنك الأفريقي وفَّر لنا تسعمائة، وحدة طاقة شمسية، للجنائن وبدون طاقة شمسية لما كان للجنائن أن تنجح، ولدينا مشاريع تقليدية ومشروع جديد سوف يدخل في الطاقة الشمسية.
هل يمكن القول إن تعاون الجميع هو الذي سيقود لنجاح الموسم الزراعي؟
نعم، كوَّنا مجلس اقتصادي استثماري وتنمية مستدامة لتعظيم فائدة المنتج، والولاية مركِّزة على الصناعات التحويلية حتى ندخل في شركات كبيرة ويتم تحويل المنتوج إلى صناعات تحويلية لتحويل الصمغ إلى بودرة رزازية وسوف نعمل مصانع زيوت مهدرجة وطحنية ومنتجات مرافقه لها، وهذا سوف يعمل تشجيع للمزارع، كما نعمل على مشروع مياه من النيل الأبيض سيعمل تحوُّلاً كبيراً في الزراعة بالولاية.
لكل ولاية خصوصية، الأمراض بها كعدم وجود الفشل الكلوي في الولاية، ولكن ماذا عن الأمراض الأخرى؟
نظر بعيداً، ثم قال: الصحة بصورة عامة مستقرة، التأمين شمل (٩٠ %) من مواطني الولاية بمساعدة بنك التنمية الأفريقي، كما أن احتياطي الأدوية مستقر وهنا لدينا مشكلة الملاريا المنتشرة، ولكن تم تخفيفها بالرش، كذلك حمى الضنك كانت موجودة وانحسرت “الكورونا” أو غير موجودة تماماً.
ويؤكد، لدينا مراكز صحية في كل المحليات وهي تعمل بصورة فعَّالة .
ماذا عن مجال الاستثمار الزراعي؟
الحفار أو الحواكير واحدة من إشكاليات الاستثمار وتعتبر المناطق الشمالية فقط هي غير المزروعة، ولكن كافة المناطق الأخرى مزروعة.
ومحلية جيرة بها الحوض الجنوبي النوبي وبها إمكانيات الاستثمار ولكن بها بعض المشاكل ونحن نسارع لاستثمار ثمانية آلاف فدان، مخططة بالتوافق مع المواطنين، وسنركز على الشراكة بعد تخطيط كل الخدمات بطريقة واضحة
والطاقة الشمسية جزء من الشغل والإنتاج حيواني، للوصول إلى استثمار جاذب ،
وهنالك شركات ألمانية وتركية وهنالك ترعة تحتاج لتمويل بوادي المقدَّم من النيل الأبيض تروي مليون فدان أرض خصبة.
ماذا عن توفير مياه الشرب؟
نعم، لدينا مشكلة في ماء الشرب، خاصة الأبيض رغم التوسع في المصادر المشكلة في الشبكة القديمة المتهالكة، ولكننا من ناحية أخرى وفَّرنا أكثر من عشرين حفيراً، والتوصيل مكلف، ولكن الماء كافٍ، وهناك تخريب في الخطوط وهنا المشكلة، وهناك -عموماً- استقرار ونسعى لتحسين الخطوط الموجودة.
ويواصل بأن هناك مناطق فيها صخور ولا توجد بها مياه جوفية عملنا فيها حفائر تكفي نوعاً حتى الخريف.
هل الأمن بالولاية مستقر ؟
يمكن القول: إن الأمن بالولاية أكثر استقراراً، رغم أن لدينا بعض المشاكل وهي بلاغات عادية، كما أن نظام الجودية ومجالس الحكماء تعمل على حل المشاكل في الزراعة والسعي .
ويختم بأن القوات الأمنية لدينا جاهزة في كل مكان والأطواف مستمرة، الأمر الذي صنع نوعاً من الاستقرار وانتعاش سوق الأبيض، كان مشكلة، هل تصدِّق أن أحدهم جاء بعشرين من معتادي إجرام، ولكن ركزنا وتم القبض عليهم جميعاً ونظَّمنا السوق تماماً وانعكس على الأمن .
ماذا عن خطوط المواصلات ؟
عندنا طريق الصادرات وهو يخدم ست ولايات، وهو خط خدمي كبير، ولكن به بعض المشاكل، فحمولة العربات أكثر من تحمُّل الطريق، وهناك شركة الآن تعمل في الصيانة للطرق الجنوبية (جبل الدائر) حيث دائماً ما يحصل فيه قطع في الخريف، أما طريق الخوي فقد تمت صيانته ونحن ندعو الدولة للاهتمام بهذه الطرق فهي شريان الإنتاج الزراعي والحيواني.