مروة علي تكتب: إلى التي مثلهم..
مروة علي تكتب:
إلى التي مثلهم..
ربما تكون مُجرّد كلمات تعنيك أو تعني غيرك، ربما تكون مُجرّد نُتوءات أو تعرّجات باهتة على صفحة بيضاء، وقد أفسدت بياض الصفحة، أو تكون هرطقة، أو تفاهات أو حنين، أو خربشات طفل يتعلّم الكتابة، لكن الأصّل فيها يا صديقتي الكلمات؛ والكلمات تحمل من المعاني أكثر مما تحّمله هذه الأرض.
إن الإنسان مهما بلغَ من الثَراء، سيكون دوماً فقيراً إلى الكتابة التي تعجز أحياناً عن التعبير عن أحاسيسنا لأنّ الأحاسيس فوق الكتابة.
دائماً ما أجد نفسي في حاجة إليها أكثر من أي شئ، لأنها الاعتراف الصامت، والشاهد الوحيد على البوح الذّي خانتْه لُغة العيون والإشارة والتلميحات والإغراءات، والكل حال دونه..
أوتعْلمين يا صديقتي إني أخشى عواقب الكتابة وأتوجسُ منها لِما يأتي بعدها من أحزان وفواجِع، ولكِ أن تعْتبِريه اعتقاداً اسكَتلندياً..
سأكتبُ لكِ يا عزيزتي حتى تتململ الكلماتُ من تحت يدي، وتنْزلقُ مُرغمة.
دائماً تنفلتُ مني الأشياءُ التي أُحِبّها حين أَفرِطُ فيها وأنا أفرطت في الكِتابة يا صديقتي، وتعلمين جيداً أنني سريعة التخلي، سريعة النسيان، لذلك لا أقوى على أخذ ما انزلق مني ولا أُلوّح له مرتين ولا حتى أنظر إليه ولكِ أن تعْتبِريها مسألة مبدأ..
صديقتي، أوتذكرين حين قُلتِ لي أنكِ لن تكوني مثلهم، لم أكن أعلم أنك تقصدينها بالحرف والمعنى، وقتها لم أفهم أنك ستكونين الأسوأ بينهنّ.
الآن يعتريني بؤسُ العالم ووهنّ، وثقلٌ لم أشعُر بِه من قبل، أتريني أحمل شيئاً غير أوهامكُ وخيباتي، وأحزانكِ ومواساتي؟
أنا أحمل قلب امرأةٌ صلِبْ لا تعرفُ للضَعف طريقاً، ولكِ أن تعتبري هذا فخراً..