عبد الله مسار يكتب : مَن أخلص لله النية رزقه الله
10 سبتمبر2022م
قيل إنّ نجم الدين أيوب أمير تكريت لم يتزوّج لفترة طويلة، فسأله أخوه أسد الدين شيراكوه قائلاً لمَ لا تتزوّج أخي؟
فقال نجم الدين لا أجد مَن تصلح لي.
فقال له أسد الدين ألا أخطب لك؟
قال مَن؟! قال ابنة ملك شاه بنت السلطان محمد بن ملك شاه السلطان السلجوقي أو ابنة وزير الملك.
فيقول له نجم الدين إنهما لا يصلحان لي.
فيتعجّب منه، فيقول له ومَن يصلح لك.
فيرد عليه نجم الدين إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منها ولداً تحسن تربيته حتى يشب ويكون فارساً ويعيد للمسلمين بيت المقدس.
هكذا كان حلمه.
أسد الدين لم يعجبه كلام أخيه. فقال له ومن أين لك بهذه المرأة؟
فردّ عليه نجم الدين مَن أخلص لله النية رزقه الله.
وفي يوم من الأيام كان نجم الدين يجلس إلى شيخ من الشيوخ في مسجد تكريت يتحدث معه. فجاءت فتاة تنادي على الشيخ من وراء حجاب، فاستأذن الشيخ من نجم الدين ليكلم الفتاة.
فيسمع نجم الدين الشيخ وهو يقول لها لماذا رددت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك؟
فقالت له الفتاة أيها الشيخ إنه نعم الفتى هو في جمال ومكانة ولكنه لا يصلح لي.
فقال الشيخ وماذا تريدين؟؟
فقالت له سيدي الشيخ أريد فتى يأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منه ولداً يصبح فارساً يُعيد للمسلمين بيت المقدس.
الله أكبر نفس الكلمات التي قالها نجم الدين لأخيه أسد الدين.
نجم الدين رفض بنت السلطان وبنت وزيره بما لهما من مكانة وجمال،
وكذلك الفتاة رفضت الفتى صاحب المكانة والجمال.
وكل ذلك من أجل مَن يأخذ بيديهما إلى الجنة وينجبان فارساً يُعيد بيت المقدس لحضن الإسلام.
فقام نجم الدين ونادى على الشيخ أيها الشيخ أريد أن أتزوّج من هذه الفتاة،
فقال له الشيخ إنّها من فقراء الأمة والحي.
فقال نجم الدين نعم هذه مَن أريدها.
تزوّج نجم الدين أيوب من هذه الفتاة (ست الملك خاتون) فأنجبت (صلاح الدين الأيوبي) الذي أعاد لهذه الأمة بيت المقدس.
وفعلاً من أخلص لله النية رزقه الله.