الخرطوم:الصيحه
وجد المدير الفني للهلال التونسي نبيل الكوكي نفسه في مرمى الانتقادات بعد أن صَب الجمهور العاشق للأزرق جام غضبه على التونسي ووضعه في خانة (المتهم الأول) بإضاعة لقب النسخة (24) من مسابقة الدوري الممتاز.
فعلى الرغم من أن الهلال دخل مرحلة النخبة وهو أكثر الأندية جاهزيةً، وكان فارق الجاهزية البدنية والفنية في لقاء القمة يُصب بوضوح في مصلحة الأزرق الذي دخل الديربي وهو أكثر استعداداً مع وفرة ملحوظة في الخيارات، سيما على مستوى وسط الملعب والمُقدِّمة الهجومية.. وعلى الرغم من ظروف النقص الحاد في صفوف المريخ، إلا أنّ المدير الفني للأزرق فَشَلَ في استغلال كل تلك العوامل لمصلحة فريقه من أجل تحقيق الفوز وبالتالي التتويج باللقب، بعد أن ارتكب عدة أخطاء في إدارة المواجهة أدّت لنهايتها بالتعادُل السلبي الذي منح اللقب للغريم التقليدي.
إبعاد مؤمن عصام
فاجأ نبيل الكوكي، كل المُتابعين بإبعاد نجم الوسط الشاب ونجم المنتخب الأولمبي مؤمن عصام عن التوليفة الأساسية رغم أنه وبإجماع كل أنصار الأزرق كان أحد أبرز نجوم الهلال في مرحلة النخبة إن لم يكن الأبرز على الإطلاق، مع الإشارة لجاهزيته المُكتملة، عطفاً على استمرار نشاطه مع الأولمبي، إلى جانب تميزه في التّمرير القَصير والطَويل ورؤيته المُمتازة للمَلعب وإجادته التّهديف وهُو مَا كَانَ يجعله خياراً مُهمّاً في وسط الملعب.. ولم تقتصر المفاجأة المدوية على عدم مشاركته في التوليفة الأساسية، وإنما كانت المفاجأة الأكبر إجراء ثلاثة تبديلات دون أن تكون مشاركة مؤمن إحداها رغم إجراء تبديلين في وسط الملعب.
عدم إشراك سليم
توقّع كثيرون أن يستعين التونسي نبيل الكوكي خلال مجريات شوط اللعب الثاني بلاعب الوسط اليساري سليم الذي قدم مُستويات جيدة في المباريات الأخيرة التي شارك فيها بمرحلة النخبة، بما فيها تلك التي شارك فيها كظهير أيسر أمام حي الوادي نيالا، وفي ظل حاجة الأزرق المَاسّة للفوز ودخوله اللقاء بفرصةٍ واحدةٍ، توقّع كثيرون خروج فارس الذي كان في أسوأ حالاته ودخول سليم لتفعيل الناحية اليسرى إلا أن ذلك لم يحدث!
مُجاملة الثنائي
قدّم مهاجم الهلال وهدافه وليد الشعلة واحدةً من أقل مبارياته مع الأزرق وتحرّك في مساحات مَحدودةٍ، وبدا شارد الذهن وقليل التركيز، ووضح أن عقله مُعلّق بالاحتراف أكثر من تركيزه في المباراة، وتوقع كثيرون أن يقوم الكوكي باستبداله، سيما وأنّ مُوفّق كان أكثر حركةً وجهداً، إلاّ أنّ التونسي أبقى الشعلة موجوداً باسمه في الملعب واستبدل المتحرك موفّق، رهان التونسي على الأسماء أكثر من الجاهزية قادته للدفع بنزار في وسط الملعب رغم أنّ الأخير لم يشارك سوى مرتين كبديل في مباريات النخبة بعد غياب دامٍ لفترة طويلة في ظل وجود عناصر جاهزة مثل مؤمن عصام وسليم وبالتالي لم تقدم تبديلات الكوكي أيّة إضافة.
على المحك
تجاوز مجلس إدارة الهلال عن الأخطاء التي ارتكبها الكوكي في مباراتي النجم الساحلي وتسبّبت في خسارة الفريق ذهاباً وإياباً ومغادرته للكونفدرالية وجدد فيه الثقة على أمل قيادة الفريق للممتاز، غير أنّ ضياع اللقب المحلي وخروج الأزرق خالي الوفاض من البطولات هذا المُوسم رغم أفضليته في كثير من الجوانب تضع مستقبل المدرب التونسي على المحك وتجعل استمراره في منصبه محل شك كبير دُون استبعاد صدور قرار بإقالته في أيّة لحظة.