السودان في اجتماعات الأمم المتحدة رقم (77).. بين تراجع التحوُّل الديموقراطي واختراق العزلة
تقرير: مريم أبشر 9سبتمبر 2022م
من المنتظر أن يقود رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحده في دورتها (٧٧) و المقرَّر أن تبدأ فعالياتها بنيويورك في الثالث عشر من سبتمبر الجاري، وتأتي مشاركة البرهان وفق المتوقع بحسب مصادر أفصحت لـ(الصيحة) في وقت سابق استجابة للدعوة العادية التي يرسلها الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة.
وتعد مشاركة البرهان هذه المرة الثانية للحكومة الانتقالية، حيث سبقه في رئاسة ووفد السودان مخاطبة كل العالم عبر المنصة الأممية الدكتور عبد الله حمدوك، في اجتماعات الدورة الخمسة والسبعين، حيث مثلت حدثاً مشهوداً وعودة قوية للسودان للمجتمع الدوي، تأتي أهمية رئاسة البرهان لوفد من جهة أنها الأولى له عالمياً بعد الإجراءات التي اتخذها في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، واختلف العالم حيال وصفها بين انقلاب عسكري على السلطة المدنية للفترة الانتقالية، وآخر يعتبرها تصحيح لمسار التحوُّل الديموقراطي بعد أن دخل في منعرجات سياسية واقتصادية وأمنية معقَّدة تسببت في عرقلة بين أطراف السلطة الانتقالية بشقيه العسكري والمدني وكانت نتيجة ذلك الاستقالة الأشهر للدكتور عبد الله حمدوك، عن رئاسة مجلس الوزراء.
مراقبون يعقدون آمالاً كبيرة على مشاركة البرهان بتقديم نفسه للعالم بشكل مختلف نظراً للتداعيات التي صاحبت انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، ووصفه من المجتمع الدولي بأنه ارتداد و نكوص عن الخيار الديموقراطي والتحوُّل المدني الذي حققه الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة.
محفل دولي
أيام قليلة تفصل العالم عن افتتاح الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يستعد المجتمع الدبلوماسي في الأمم المتحدة، مدينة نيويورك، للاستقبال السنوي لقادة الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم، بعد عامين من الاضطراب الذي أحدثته جائحة كوفـيد-19. ويسعد كسابا كوروشي، الرئيس المنتخب للدورة السابعة والسبعين من هنغاريا لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة
وسيتنحى الملديفي عبد الله شاهد، الرئيس الحالي للجمعية العامة، ويتولى كسابا كوروشي المسؤولية على مدى الأشهر الاثني عشر القادمة. حسب ما أورده موقع الأمم المتحده ستتم مراسم التسليم يوم الاثنين المقبل. من رئيس الدورة (76) وافتتاح الدورة (77) رسمياً يوم الثلاثاء 13 سبتمبر.
وستركز اجتماعات الدورة (٧٧) على والتعليم و التنمية المستدامة وستشهد الاجتماعات حشد شباباً وستخصص
يوم الجمعة الموافق لقادة العالم، رؤساء الدول والحكومات سيحضرون إلى نيويورك في ذلك الأسبوع. ويتوقع صدور مجموعة من بيانات تتعلق بالالتزامات الوطنية من هؤلاء القادة.هو الملفات المطروحة على الجمعية
وسيشهد اليوم تقديم إعلان قمة الأمم المتحدة للشباب وبيان رؤية الأمين العام لتحويل التعليم
دورة عادية
مختصون في الشأن الدبلوماسي و الأممي اعتبروا مشاركة القيادات الدولية على مستوى الرؤساء والزعماء والملوك مشاركة عادية، لجهة أن الدورة (٧٧) لاجتماعات الجمعية العامة دورة عادية و من حق الدول الأعضاء (١٩٣) المشاركة فيها، ويضيف المراقبون أن المشاركة في هذا المحفل الأممي السنوي مشاركة مستحقة وأصيلة باعتبار أنه دولة عضو وتلقى دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركة، وأضافوا إنه يحق كذلك لرئيس المجلس السيادي الفريق البرهان رئاسة وفد السودان باسم السودان لأنه ليس عليه عقوبات مفروضة من قبل الدولة المقر للأمم المتحدة الولايات المتحدة كالرئيس المخلوع، ومن حقه أن تمنحه واشنطن تأشيرة الدخول للولايات المتحدة دولة المقر ومن حقه كذلك إلقاء خطاب السودان من المنصة الأممية .
حق مشروع
ويرى السفير والخبير الدبلوماسي الصادق المقلي، في حديثه لـ (الصيحة) أن ثورة ديسمبر إعادة السودان للمجتمع بعد رفعه من قائمة الإرهاب و رفع الحصار عنه، فضلاً عن أن العلاقات بين الخرطوم وواشنطن أصبحت بموجب ثمرات الثورة طبيعية، حيث تم ترفيع التمثيل الدبلوماس وتبادل البلدان السفراء ويضيف أنه يحق للبرهان أخذ تأشيرة الدخول من الدولة المستضيفة. غير أن المقلي توقع أن يواجه البرهان حال تم الموافقة على منحه التأشيرة لقيادة وفد السودان بمظاهرات داخل منطقة الحصانة الأممية التي يقع فيها مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل الجالية والرافضين لقراراته الصادرة في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، والتي ترتب عليها إجهاض و عرقلة مسار التحوُّل الديموقراطي، وزاد المقلي بقوله: بعد الثورة رفعت العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب غير أنه عاد مرة لشبه العزلة من جديد بعد الانقلاب خاصة من قبل دول الترويكا والاتحاد الأوربي و الاتحاد الأفريقي والتحالف الرباعي بجانب المؤسسات المصرفية العالمية بما فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
مكتسبات ديسمبر
برغم أن مشاركة رئيس المجلس الانتقالي في اجتماعات الدورة (٧٧) عادية وحق مشروع للسودان بحكم العضوية، إلا أنهم أشاروا إلى أن مشاركة البرهان تعد أحد ثمار ثورة ديسمبر المجيِّدة التي جعلته على رأس الدولة و جعلت السودان مفتوحاً بعد عزلة امتدت لثلاثة عقود، إضافة إلى إعادتها للعلاقات بين واشنطن والخرطوم إلى الحالة الطبيعية .