الصحة تتقصى منطقة “مرلا” .. جنوب دارفور ظهور أنواع من الذباب تسبب “التدويد”
مرلا: حسن حامد 7 سبتمبر2022م
بعد تلقي الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بولاية جنوب دارفور بلاغات بظهور ديدان في أجسام المواطنين بوحدة “مرلا” الإدارية التابعة لمحلية بليل، دفعت وزارة الصحة بفريق صحي للتقصي حول ظهور حالات للتدويد الذي يسببه نوع من الذباب. وضم التيم وفداً من إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بقيادة سماح آدم حسن، وأخر من إدارة مكافحة الأمراض قسم مكافحة نواقل الأمراض بقيادة ياسمين عمر عثمان، استجابة للبلاغ الذي تم رفعه من قبل مدير مركز صحي “مرلا” بعد تردد عدد من الحالات التي تشكو من وجود الديدان بداخل الجسم.
مباشرة المهام
وبعد وصول الوفد للمنطقة التقى بمسؤول المركز الصحي وبعض أعيان المنطقة ومن ثم باشر مهمته في التقصي من خلال تفتيش أماكن التوالد ومعاينة بعض الحالات علاوة على تغطية رئاسة الوحدة الإدارية “مرلا”، بالرش الرزازي المحوَّل على العربة وتوزيع أدوية آيفرماكتين والبندازول للمواطنين بالمركز الصحي. وفي العام ٢٠٠٥م، تم القضاء على الذباب المسبب للتدويد إلا أنه عاد للظهور مجدَّداً بمنطقة “مرلا” وبانتشار واسع من واقع ما وجده وفد وزارة الصحة على الأرض. وبحسب السلطات المختصة بأنه توجد (١٤) نوعاً، من الذباب المسبب للتدويد منها أربع بالسودان.
تدخلات عاجلة
ممثل إدارة مكافحة الأمراض ياسمين عمر عثمان، قالت إنهم حضروا للمنطقة بغرض تقصي حالات التدويد بموجب بلاغ تم رفعه لإدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة من قبل الكادر الطبي بمركز صحى وحدة “مرلا” الإدارية بوجود حالات للتدويد التي يسببها واحد من أنواع الذباب. وأشارت ياسمين إلى وجود (١٤) نوعاً، من الذباب حول العالم يسببان التدويد منها أربعة أنواع موجودة في السودان، حيث تقوم الذبابة بوضع البيض في أي منطقة فيها جرح سواء للإنسان أو الحيوان ومن ثم تتطوَّر البيوض إلى أن تصل إلى يرقة، مشيرة إلى وجود نوعين من الذباب منها (الساركو فاقة) و(الكلوكلو فلوردا) .
حالات تدويد
وكشفت ياسمين عن وجود حالات للتدويد وسط المواطنين من واقع التقصي الميدانى وتم أخذ بعض العينات من المنطقة وسيتم رفعها لعمل الحشرات الطبية لتصنيفها لمزيد من المعلومات والتأكد من أن هذين النوعين ضمن الأربعة الموجودة في السودان أم غير ذلك. وقالت إن هنالك أنشطة صاحبت عملية التقصي منها الرش الضبابي للمنطقة بالنسبة للطور الطائر بجانب تعفير السلخانة وأماكن روث الحيوانات وعدد من أماكن التوالد علاوة توزيع حبوب الآيفر ماكتن والبندازول للوقاية ومعالجة بعض الحالات، مشيرة إلى وجود عدد من المناطق لم يتمكَّنوا من الوصول إليها نسبة لظروف الخريف لكنهم سيضعون خطة متكاملة للتدخل في القريب العاجل.
حالات غريبة
فيما أشارت ممثل الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة سماح آدم حسن، إلى أن زيارتهم لوحدة مرلا تأتى بناءً على بلاغ ورد لإدارتها عن وجود ديدان تخرج من أجسام المواطنين بالمنطقة، وتابعت: (صراحة كانت من الحالات الغريبة كونها تسجل عبر إدارة الطوارئ لأنها ليست من الأمراض الوبائية المعروفة لدى إدارة الطوارئ، ولكن نحن أي ظاهرة صحية غريبة نستجيب لها) وقالت سماح، إنهم التقوا بالكادر الطبي المسؤول عن إدارة المركز بجانب مقابلة بعض أعيان المنطقة وجميعهم أكدوا بأن هذه الحالات موجودة منذ فترة لكنهم ما كانوا يعلمون عن سبب وجودها أو انتشارها أو حتى تأتيهم من أين؟ مشيرة إلى أنهم من خلال الجلوس مع الأهالي تم تمليكهم المعلومات الكافية حول هذه الدودة التي ينقلها نوع معيَّن من الذباب الذي كان موجوداً من قبل بجنوب دارفور وتم القضاء عليه منذ العام ٢٠٠٥م، لكن للظروف البيئية عادت الحالات بالظهور فى وحدة “مرلا” الإدارية بمحلية بليل.
ذباب ناقل
وأشارت سماح إلى وجود (١٤) نوعاً، من الذباب الناقل على مستوى العالم وفي السودان توجد أربعة منها وإنهم أخذوا عينات متفرِّقة من الديدان الموجودة في أجسام المواطنين وأخرى عشوائية من المنطقة سواءً أكانت في روث الحيوانات الموجود أو أماكن السلخانات أو أي تراكم للنفايات مضى عليه أكثر من ثلاثة أيام. وذكرت بأنهم وجدوا الوضع بالمنطقة بخلاف ما كانوا يتحسبون له بما وردهم في التقرير بوجود خمس حالات، لكنهم تفاجأوا بأن المنطقة تشتكي من انتشار الدودة، مشيرة إلى أن منطقة “مرلا” تضم عدداً من القرى وإنهم من خلال زيارة التقصي هذه استطاعوا تغطية رئاسة الوحدة الإدارية وستكون لهم زيارات أخرى قريباً للمنطقة بالتنسيق مع مكافحة النواقل وإدارة تعزيز الصحة بهدف رفع الوعي وسط المواطنين بهذه الديدان وطرق انتقالها حتى يتعرَّفوا بأن الذباب الناقل هو ليس الذباب المنزلي المعروف وكيفية حماية أنفسهم خاصة وأن “مرلا” منطقة زراعية مما يساعد في انتشار العامل المسبب (يرقات الذباب) وقالت إنهم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية سيخططون لقيام مخيَّم علاجي وتغطية لكل المنطقة بالرش الرزازي وأماكن التوالد وتثقيف صحي للمواطنين تحقيقاً لهدف السلامة.
إشادة ومطالبات
أثنى مدير مركز صحي “مرلا” د. محمد نوح، على زيارة وفدة وزارة الصحة في استجابته للبلاغ وتدخله بتقديم خدمة كبيرة ستسهم في الحد من توالد الذباب الناقل وذلك من خلال حملة الرش التي تمت بالمنطقة بجانب أخذ العديد من العينات ومدهم بالجرعات العلاجية والوقائية. وقال محمد: إن الحالات منتشرة في عدد من القرى ووصلته بالمركز أكثر من (١٥) حالة، مشيراً إلى أنهم على تواصل مع إدارة الطوارئ الصحية بالولاية في ذات الخصوص. وأضاف إن الوضع الصحي متردٍ بسبب نقص العديد من الخدمات وأن هنالك ازدياد لحالات الإصابة بالملاريا، مطالباً بمدهم بأدوية الملاريا وأجهزة الفحص السريع والناموسيات المشبَّعة بجانب تنظيم حملات رش للقضاء على نواقل الأمراض، وتابع: (رغم أن المركز لم يتبع لإدارة مكافحة الملاريا لكن الزول يشكو بالحاجة التي بداخله وما يحتاجه إنسان المنطقة).
أعراض المرض
إلى ذلك شكا المواطن محمد على عبدالله، من أعراض الديدان المنتشرة فى أجسام مواطني المنطقة, وقال: إن وفد وزارة الصحة وقف بنفسه على الوضع وشاهد وجود هذه الديدان وأسهم في إخراج العديد منها سواءً من الأطفال أو الكبار بجانب توزيع الدواء وتقديم جرعات توعوية للمواطن. وسجل محمد، صوت إشادة باسم مواطني “مرلا” لوزارة الصحة بالولاية بزيارتها للمنطقة وسرعة تدخلها، مطالباً بمد المنطقة بالأدوية للمركز الصحي الوحيد الذي يخدم أكثر من (١٢) ألف، نسمة، موزعين على المناطق المكوَّنة للوحدة الإدارية. وقال محمد: إن عدد من السكان بالمناطق حول “مرلا”، يشكون من هذه الديدان التي تدخلت السلطات الصحية لإيجاد الحلول لها. بينما بعث المواطن أحمد آدم، نيل برسالة لوزارة الصحة بأن إنسان “مرلا”، منذ العام ٢٠١٦م، بعد العودة الطوعية إلى المنطقة ظل يعاني من نقص العلاج خاصة بعد خروج منظمة الرؤية العالمية التي عملت بالمنطقة لمدة عام، مطالباً بدعم المركز الصحي بالأدوية وخاصة الملاريا.