استفهام!!
مروة علي
كنت ذاك الرجل السيئ أهدي المرأة التعيسة الكثير من الأكاذيب والوعود الملونة وحباً زائفاً وموتاً مؤجلاً إلى حين..
هي كانت تهذي كثيراً بأسماء مجهولة وبتواريخ من أعوام مضت، وتحكي عن أشخاص كأنهم لم يبارحونا قط، وهم في ذمة الرحمن، وتنعي أناسا هم بيننا الآن؛ وعندما تصحو من نوبة الهذيان تُدرك أنها بخير!!.
تلك الدموع لم تكن إلّا قوة، وذلك الصبر لم يكن سوى انتصارها، وتلك الخيانة لم تكن إلا درساً معقداً..
فقد كانت غالباً ما تسافر إلى عالم الهذيان، ولكن لم يسبق لها أن أمضت رحيلاً كهذا، رحيلٌ بين كل هذه الوجوه العابسة ذات الملامح الرمادية- المنطفئة-، وبين النسيم الذي يتسلّل ليلاً من تحت أوراق الشجر وبين موسيقى الشحاذين وأمواج البحر الحزين!
ترى هل يتسع قلبها لكل هذا الحزن؟