التقى رجال المقاومة … السفير الأمريكي هل بدأ بداية صحيحة؟
الخرطوم: الطيب محمد خير 5 سبتمبر2022م
دشَّن السفير الأمريكي جون غودفري، لقاءاته غير الرسمية مع أجهزة الدولة، بعد اعتماده من رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان دشَّن نشاطه في الساحة السياسية السودانية بلقائين مع قيادات لجان المقاومة، وبعض من أسر الشهداء، وطلب من أسر الشهداء بتزويده بتفاصيل الشهداء وأعمارهم وتاريخ استشهادهم، وأوضح السفير في تصريح نشره على حساب السفارة في الفيسبوك، إنه استمع لأعضاء لجان المقاومة من جميع أنحاء السودان، وأضاف: تحدث المنظمون الشجعان للحركة الاحتجاجية بقيادة الشباب عن التحديات التي يواجهونها والتزامهم باستعادة الطريق إلى الديموقراطية، وأكد السفير إصرار حكومة بلاده على حكومة جديدة بقيادة مدنية لتحقيق الحرية والسلام والعدالة .
كثير من علامات الاستفهام تحيط بالسفير الأمريكي جون غودفري، قبل وصوله، بداية بالجدلية التي شغلت الساحة السياسية السودانية حتى بعد وصوله حول تفسير قرار الإدارة الأمريكية ترفيع تمثيلها الدبلوماسي في السودان لدرجة السفير الذي كانت حكومة حمدوك سعت إليه، وبذلت من أجله الكثير من التنازلات في مقدِّمتها دفع التعويضات وغيره مما وصفه معارضوه بفروض الولاء والطاعة، لكن قبل تنتهي من جدلية الترفيع أضاف السفير الأمريكي علامات استفهام جديدة بتدشين نشاطه غير الرسمي بلقاء لجان المقاومة وأسر الشهداء، بدلاً من الأحزاب كقوى فاعلة ولها خبراتها في التعامل مع الدبلوماسيين، هل قصد من ذلك ممارسة ضغوط على الحكومة عبر أكثر خصومها تشدُّداً في الرفض كل الحلول المطروحة ولاسيما إبلاغه لجان المقاومة خلال لقائه إصرار حكومة بلاده على حكومة جديدة بقيادة مدنية لتحقيق الحرية والسلام والعدالة، لكن السؤال الأهم هل ما قام به السفير الأمريكي متسق مع الأعراف و القوانين المتعلقة بنشاط البعثات الدبلوماسية؟
وقال الخبير الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو، واصفاً بداية تحرُّكات ولقاءات السفير الأمريكي في السودان بعد انقطاع طويل، باللعب غير النظيف بإثارة قضايا خلافية في ظل أزمة حادة تشهدها البلد وتنتظر منه أن يقوم بمبادرة لتهيئة الأجواء للوصول لتوافق وإنهاء الأزمة بدلاً من الإثارة .
واستغرب السفير الطريفي أن يتجه السفير لعقد لقاءات لاستقراء الأوضاع، ومعروف أن السفارة الأمريكية سفارة كبيرة ولها الخبرة في العمل الدبلوماسي وجمع المعلومات من مصادرها ومخابراتها وليست كغيرها من البعثات الأخرى، وكان متوقع أن تكون هناك معلومات وملفات جاهزة معدة مسبقاً ويشرع في إنفاذها باعتباره اطلع عليها قبل وصوله.
ويرى السفير الطريفي أن اتجاه السفير لبدء نشاطه في الأزمة السودانية بلجان المقاومة باعتبارها قوى شبابية جديدة على العكس من الأحزاب التي واضح أنه يرى فيها قوى سياسية أصبحت خارج دائرة الفعل الجماهيري رغم قُدِمها إلا أنها لم تعد قادرة على تغيير خطابها وتطوير برامجها فيه تقف في مكانها بذات المفاهيم القديمة، لكن السؤال حول اجتماعه بأسر الشهداء وقضيتهم متعلقة بالشأن القضائي لا أدري ما الذي يحققه لهم لجبر ضررهم وخاصة أنهم يطالبون بالقصاص، فهذه مسائل في رأيي للاستهلاك لأنه يمكن أن ترد الحكومة في مناقشتها بأن هذه مسائل قضائية وليس لنا سبيل للتدخل فيها وينتهي الأمر.
وقطع كرمنو بأن السفير لديه الحق في التحرُّك داخل منطقة التمثيل صلاحياته أوسع رئيساً للبعثة الدبلوماسية لديه الحق في أن يجتمع بمن يرى طالما أنه سفير معتمد ومعترف به لديه الحق وليس من الضرورة أن يخطر وزارة الخارجية، وفي كثير من الأحيان تغض الوزارة النظر طالما هذه التحركات تندرج في مصلحة الدولة العامة.
وختم السفير الطريفي إنه لا يرى أي تأثير للأمريكان أو غيرهم في السودان في ظل الأوضاع المعقدة الآن، هناك الكثير من المواقف المتباينة ومصالح متقاطعة، فمثلاً الحركات لاتزال تسمى نفسها بالكفاح المسلح رغم أنها موقعة على اتفاق سلام.
قال: إن الأحزاب السياسية هذا ليس وقت ظهورها وعليها أن تتجه لتحضير نفسها لخوض الانتخابات، لكنها الآن تصر على أن تكون فاعلة في الفترة الانتقالية وتحاول تعقيد الأوضاع لتخلق لها مساحة ليست
على العكس من القنصل الذي لا يحق له الدخول في الشأن السياسي.