في ونسة مع أسحاق الحلنقي .. صالح الضي .. كان كما الطفل الصغير صافياً في ضحكته
3سبتمبر2022م
(1)
حينما كنت في مدينة كسلا الجميلة مع الشاعر الجميل أسحاق الحلنقي، كنت أغتنم الفرصة لأخرج منه المزيد من الحكايات التي شهدها، وكان الفنان صالح الضي جزء من محور حديثنا واهتمامنا في التوثيق، ورغم أن الحلنقي حكى عنه الكثير في العديد من الحوارات ولكن لا بأس أن نستعيد معه بعض الذكريات عن الفنان العملاق (صالح الضي).
(2)
عندما حدثنا الشاعر إسحق الحلنقي عن صديقه الضي، بدا متأثراً فقد صمت لفترة من الوقت قبل أن يقول: صالح من أقرب الناس إلى نفسي، التقينا في بداية السبعينيات، وكنا لا نفترق أبداً، فما ذهبت إلى مكان إلا كنت بصحبته، كنا كالتوائم، وقد أرادت الظروف أن نسكن معاً في بيت المال إلى جانب الفنان أبو عركي البخيت، وخليل إسماعيل، والفنان محمد الأمين، كنا نصحو معاً في الصباح لنعد الإفطار والشاي قبل أن نذهب بأرجلنا إلى حوش الإذاعة.
(3)
واعتبر الحلنقي أن أغنيته (يا عينيا) من أجمل الأغنيات التي غناها صالح، فقد كان موفقاً في اختيار أغنياته وألحانه التي يضعها بنفسه. وأذكر عندما كنت أجلس بشجرة الإذاعة الشهيرة ومعي الفنان الموسيقار العاقب محمد حسن الذي قال لي عندما لحظ صالح يسير في اتجاهنا: “صالح يتميَّز بعبقرية في ألحانه التي يضعها، لأنه يعتمد على الموهبة الفطرية”. وكان صالح- والحديث للحلنقي- صاحب كاريزما خاصة، فعندما فكرت في منح الملحن المعروف بشير عباس أغنية (بتتغيَّر) ليضع لها اللحن للبلابل اعترض عليّ الضي طالباً تلك الأغنية ليغنيها، فوضع لها اللحن وغناها كأحسن ما يكون.
(4)
وعن ميزات صالح الشخصية قال الحلنقي: كان صالح كما الطفل الصغير، صافياً في ضحكته، يجامل الناس لدرجة كبيرة، حتى إنه يمكن أن يغني بالمجان في الأعراس. وعندما اعترضت عليه في ذلك قال لي: “ماذا يعني أن ننام بمنازلنا، وبإمكاننا إسعاد الناس”؟ وختم الشاعر إسحق الحلنقي كلماته بالقول: محزن أن لا يجد فنان مثل صالح التكريم اللائق به، فلا يمكن أن تكرِّم الثريات وتترك النجوم