شاعرٌ له مفردته الكتابية الخاصّة ذات الطعم المُغاير .. الشاعر إسماعيل الإعيسر: الرمزية قصيدة تبدأ بعد القصيدة!!
حاوره: سراج الدين مصطفى 2 سبتمبر2022م
إسماعيل الإعيسر شاعرٌ له مفردته الكتابية الخاصة ذات الطعم المغاير الذي لا يشبه الآخرين.. فهو شاعرٌ تأخذ المفردة عنده مساحات وبراحات شاسعة ويحشدها بالكثير من الوسامة والجمال.. وتمرد الإعيسر في الكتابة قاده لمنطقة الجنون المُطلق والرمزية المشروعة حتى أصبح أبرز الشعراء المجددين في هذا الزمن.. (الحوش الوسيع) جلست مع الإعيسر وخرجت منه بالعديد من الإفادات المثيرة في هذا الحوار…
إعيسر ما زلت بعيداً عن الحضور الذي يوازي ما تكتب؟
أنا أصلاً لا استعجل الأشياء ويمكن أن تقول بأنني أهدرت زمناً كبيراً في سبيل البحث عن وسيلة حتى تخرج كتاباتي لأنني ظللت أكتب ولمدة 15عاماً ولم تخرج النصوص إلا بعد هذه الفترة الطويلة، ولكن رغم ذلك استفدت منها في تجويد الشعر حتى يخرج متماسكاً وقوياً.. ولكن يا سراج الدين أنا دائماً ما أقول “باكر أحلى”.
كتاباتك يصفها البعض بأنها مجنونة؟
ما أفعله في الكتابة الشعرية هو نوع من التجريب.. وأؤمن بمفردات إبداع لا يعني التكرار.. والإبداع في تقديري هو الابتكار، هو أن تكتب شعراً مختلفاً لا يشبه.. وهناك فيلسوف له مقولة تطربني جداً (قل كلمتك وامضِ).. وأنا أريد أن أؤسس لفكرة البصمة حتى أصل بالناس حينما يسمعون قصيدة أن يقولوا هذه القصيدة من كلمات اسماعيل الإعيسر حتى ولو لم يكتب اسمي عليها.. وهذا التفكير يحتاج لاجتهاد كبير (وشوف كويس وسمع ومعرفة جيدة بالعالم الذي حولك وكل الحياة.. وأنا في حالة تجريب بشكل مستديم).
ولكن العامية قد تجعلك تتحرك في جغرافية محدودة؟
رغم إنني تكلمت عن العامية بهذا الحب.. ولكن لدي مجموعات قصصية وعندي مجموعة شعرية اسمها “لو كان هذا الشوق خيل” وهي باللغة العربية الفصحى ورغم توجسي منها في البداية ولكنها جاهزة للطبع.. وأنا اجتهد في كل ضروب الكتابة حتى يكون لي شكل مميز ومُختلف.
هل ترى في ما تكتب شكلاً غير معتاد ومختلف؟
“ما خالص”.. ولو سألتني عن القصة لقلت لك أنا قاص ممتاز رغم أن قصصي لم تخرج للناس ولكن بيني ونفسي، أجد نفسي في القصة لأنها ترتبط بوعي الكاتب الشخصي وهي ليست مثل القصيدة “بتجي وتصحيك من النوم وتمشي” ولو لم تتسرّع ستهرب منك مفرداتها.. ولكن في القصة يمكن التحكم في التفاصيل والفكرة ونسج خيوطها وحبكتها الدرامية من خلال اللغة العالية والمكثفة.
ولماذا هذا التكثيف في الرمزية؟
هي ربما تكون لأن كتابها أراد أن يخفي أشياء.. والرمز في كل شئ أصبح في ذات نفسه شكلاً جمالياً.. والرمز في تقديري هو قصيدة تبدأ بعد القصيدة.. والرمز أصبح له وظائف أخرى لأنك يمكن عبره أن تجعل القارئ يشترك في كيفية الحل.. وهذا نوع من المتعة الكبيرة بالنسبة للكاتب.
كتاباتك المجنونة باعدت بينك والفنانين الكبار؟
الفنانون الشاب هم أقرب لوجداني لأنني في كتاباتي أتحدث عن “أسع وعن بكرة” ولا أريد أن أرجع ولا أحبذ الالتفات للوراء كثيراً.. وكل ما أقوم بالتجريب هذا يعني بأنني أكتب “لبكرة” وعن “زول جاي” ولضرورات المواكبة ويمكن هذا التفكير جعلني بعيداً عن الفنانين الكبار.
وماذا عن نص تستحقي الذي اختاره الراحل وردي أن يغنيه؟
تستحقي هو نص محظوظ عموماً وهذا النص وصل للراحل لمحمد وردي بشكل غريب عن طريق الأخ خالد الفنوب هو صديق وردي وكان مصراً على أن يغني هذا النص محمد وردي فقط.. ووردي قال إنه قرابة الـ25 عاماً لم يسمع نصاً بجمال تستحقي وهذه شهادة كبيرة من فنان كبير.. ولكن مع الأسف رحل محمد وردي قبل أن أتشرف بأن يتغنى لي فنان عظيم مثله.